البردان
  فأنت أحسن الناس غناء، ولئن عشت ليكوننّ لك شأن. قال: وكان بردان خفيف الرّوح طيّب(١) الحديث مليح النادرة مقبول الشهادة قد لقي الناس، فكان بعد ذلك إذا رآني يدعوني فيأخذني معه إلى منزله ويسألني أن أغنّيه فأفعل؛ فإذا طابت نفسه سألته أن يطرح عليّ شيئا من أغاني القدماء فيفعل إلى أن أخذت عنه عدّة أصوات.
  صوت من المائة المختارة
  لمن الدّيار بحائل(٢) فوعال ... درست وغيّرها سنون خوالي
  درج البوارح(٣) فوقها فتنكَّرت ... بعد الأنيس معارف الأطلال
  / دمن تذعذعها(٤) الرياح وتارة ... تعفو بمرتجز السّحاب ثقال
  فكأنما هي من تقادم عهدها ... ورق نشرن من الكتاب بوالي
  الشعر للأخطل، والغناء لسائب خاثر، ولحنه المختار من الثقيل الأوّل بالبنصر من أصوات قليلة الأشباه. وذكر عمرو بن بانة أنّ في الثاني والرابع من الأبيات للأبجر ثقيلا أوّل. وذكر حبش أنّ لمعبد فيه ثقيلا أوّل بالوسطى وأنّه أحد السبعة(٥)، وأن لإسحاق فيه ثاني ثقيل، وذكر الهشاميّ أنّ لحن إسحاق خفيف ثقيل.
(١) في أ، م: «حسن الحديث».
(٢) حائل: موضع باليمامة. ووعال (كغراب): جبل قيل إنه بسماوة كلب بين الكوفة والشأم. (انظر «معجم البلدان» لياقوت و «شرح ديوان الأخطل» ص ١٥٦ طبع الآباء اليسوعيين).
(٣) كذا في أ، م و «ديوانه». والبوارح: الرياح الحارة الشديدة. أي جرت الرياح عليها جريانا شديدا فغيرت هيئتها حتى لم تعد تعرف.
وفي سائر الأصول: «درج البواكر».
(٤) كذا في ج و «ديوانه». وتذعذعها: تحركها تحريكا شديدا وتفرقها وتبددها. وفي سائر الأصول: «تزعزعها» بالزاي. والزعزغة:
التحريك.
(٥) يريد سبعة أصوات معبد المعروفة بالمدن.