كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

العباس بن الأحنف

صفحة 476 - الجزء 8

  صبّ بعصياني ولو قال لي ... لا تشرب⁣(⁣١) البارد لم أشرب

  إليك أشكو ربّ ما حلّ بي ... من صدّ هذا المذنب المغضب

  غنّى في هذه الأبيات أحمد بن صدقة هزجا بالوسطى. وفيها لحن آخر لغيره - قال الحسن بن مخلد⁣(⁣٢): ثم قال لي إبراهيم بن العباس: هذا واللَّه الكلام الحسن المعنى، السهل المورد، القريب المتناول، المليح اللفظ، العذب المستمع.

  مدح علي بن يحيى شعره وقال على رويه شعرا

  : حدّثني الصّوليّ قال حدّثني أحمد بن يزيد المهلَّبيّ قال:

  سمعت عليّ بن يحيى يقول: من الشعر المرزوق⁣(⁣٣) من المغنّين خاصّة [شعر⁣(⁣٤)] العباس بن الأحنف، وخاصّة قوله:

  نام من أهدى لي الأرقا ... مستريحا سامني قلقا

  فإنه غنّى فيه جماعة من المغنّين، منهم إبراهيم الموصليّ وابنه إسحاق وغيرهما. قال: وكان يستحسن هذا الشعر، وأظن استحسانه إيّاه حمله على أن قال في رويّه وقافيته:

  بأبي واللَّه من طرقا ... كابتسام البرق إذ خفقا

  وعمل فيه لحنا من خفيف الثقيل في الإصبع الوسطى. هكذا رواه الصّوليّ:

  وأخبرني جحظة قال حدّثني حمّاد بن إسحاق قال: قال أبي: هذا الصوت:

  نام من أهدى لي الأرقا

  مدح إسحاق شعره وقال إنه محظوظ من المغنين

  : من الأشعار المحظوظة في الغناء لكثرة ما فيه من الصّنعة واشتراك المغنين في ألحانه. وذكر محمد بن الحسن الكاتب عن عليّ بن محمد بن نصر عن جدّه حمدون⁣(⁣٥) أنّه قال ذلك ولم يذكره عن إسحاق.

  نسبة هذين الصوتين منهما

  صوت

  نام من أهدى لي الأرقا ... مستريحا زادني قلقا

  لو يبيت الناس كلَّهم ... بسهادي بيّض الحدقا

  / كان لي قلب أعيش به ... فاصطلى بالحبّ فاحترقا


(١) في الأصول: «لم تشرب ...». والتصويب عن الديوان.

(٢) في الأصول هنا: «الحسن بن خالد».

(٣) في ب، س، م: «الموزون» وهو تحريف.

(٤) تكملة يقتضيها سياق الكلام. وعبارة «تجريد الأغاني» «ومن رقيق شعر العباس المحظوظ في الغناء قوله ... إلخ».

(٥) في الأصول: «ابن حمدون». وهو تحريف. (راجع «الاستدراك» الأول ص ٥٣٧ ج ٥ من هذه الطبعة).