كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ونسبه

صفحة 104 - الجزء 9

  ومما قاله عبيد اللَّه أيضا في زوجته هذه وغنّي فيه:

  صوت

  عفت أطلال عثمة بالغميم ... فأضحت وهي موحشة الرّسوم

  وقد كنّا نحلّ بها وفيها ... هضيم الكشح جائلة البريم

  عروضه من الوافر. عفت. درست. والأطلال: ما شخص من آثار الديار. والرّسوم: ما لم يكن له شخص منها ولا ارتفاع وإنما هو أثر. والهضيم الكشح الخميص الحشى والبطن. والبريم: الخلخال، وقيل: بل هو اسم لكل ما يلبس من الحليّ في اليدين والرجلين. والجائل: ما يجول في موضعه لا يستقرّ. غنّى في هذين البيتين قفا النجّار.

  ولحنه من القدر الأوسط من الثّقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر.

  / ومما قاله في زوجته عثمة وفيها غناء:

  صوت

  تغلغل حبّ عثمة في فؤادي ... فباديه مع الخافي يسير

  تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا حزن ولم يبلغ سرور

  صدعت القلب ثم ذررت فيه ... هواك فليم والتأم الفطور⁣(⁣١)

  أكاد إذا ذكرت العهد منها ... أطير لو انّ إنسانا يطير

  غنيّ النفس أن أزداد حبّا ... ولكنّي إلى صلة فقير

  وأنفذ جارحاك سواد قلبي ... فأنت عليّ ما عشنا أمير

  لمعبد في الأوّل والثاني من الأبيات هزج بالبنصر عن حبش، وذكر أحمد بن عبيد اللَّه أنه منحول من المكَّيّ. وفي الثالث ثم الثاني لأبي عيسى بن الرّشيد رمل.

  قال ابن أبي الزّناد في الخبر الذي تقدّم ذكره عن عبيد اللَّه وما قاله من الشعر في عثمة وغيرها: فقيل له: أتقول في مثل هذا؟! قال: في اللَّدود راحة المفئود⁣(⁣٢).

  بلغه أن رجلا يقع ببعض الصحابة فجفاه:

  أخبرني وكيع قال حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن قال حدّثنا ابن وهب عن يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه قال:

  كان رجل يأتي عبيد اللَّه بن عبد اللَّه ويجلس إليه. فبلغ عبيد اللَّه أنه يقع ببعض أصحاب رسول اللَّه . فجاءه الرجل فلم يلتفت إليه عبيد اللَّه. وكان الرجل شديد العقل، فقال له: يا أبا محمد، إن لك لشأنا، فإن رأيت لي عذرا فاقبل عذري. فقال له: أتتّهم اللَّه في علمه؟ قال: أعوذ باللَّه. قال: أتتّهم رسول اللَّه / في حديثه؟ قال: أعوذ


(١) الفطور: الشقوق.

(٢) اللدود: ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم.

والمفثود: الذي يشتكي فؤاده.