كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن الغريزة ونسبه

صفحة 187 - الجزء 11

  وأيّ فتى إذا ما متّ تدعو ... يطرّف⁣(⁣١) عنك غاشية السّنان

  فإن أهلك فلم أك ذا صدوف⁣(⁣٢) ... عن الأقران في الحرب العوان

  ولم أدلج لأطرق عرس جاري⁣(⁣٣) ... ولم أجعل على قومي لساني⁣(⁣٤)

  ولكنّي إذا ما هايجوني ... منيع الجار مرتفع البنان

  ويكرهّني إذا استبسلت قرني ... وأقضي واحدا ما قد قضاني

  فلا تستبعدا يومي فإنّي ... سأوشك مرّة أن تفقداني

  ويدركني الَّذي لا بدّ منه ... وإن أشفقت من خوف الجنان⁣(⁣٥)

  وتبكيني نوائح معولات ... تركن بدار معترك الزّمان

  / حبائس بالعراق منهنهات⁣(⁣٦) ... سواحي الطَّرف كالبقر الهجان

  / أعاذلتيّ من لوم دعاني ... وللرّشد المبيّن فاهدياني

  وعاذلتيّ صوتكما قريب ... ونفعكما بعيد الخير واني

  فردّا الموت عنّي إن أتاني ... ولا وأبيكما لا تفعلان

  ،

  صوت

  دار⁣(⁣٧) لقاتلة الغرانق ما بها ... غير الوحوش خلت⁣(⁣٨) له وخلالها

  ظلَّت تسائل بالمتيّم ما به ... وهي الَّتي فعلت به أفعالها

  الشعر لأعشى بني تغلب من قصيدة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك ويهجو جريرا ويعين الأخطل عليه. ويروى «ربع لقانصة الغرانق⁣(⁣٩)» وهو الصحيح هكذا، ويغنّى «دار لقاتلة» لأنّه يقول في آخر البيت «خلت له⁣(⁣١٠) وخلالها».

  والغناء لعبد اللَّه بن العبّاس ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو بن بانة وابن المكَّيّ. وفيه لمخارق رمل من جميع أغانيه.


(١) يقال: طرّف عن العسكر إذا قاتل عن أطرافه. وإنما أراد هنا يحميك ويصرف عنك غاشية السنان أي يجعلها عنك في طرف وناحية.

(٢) في «الأصول»: «ذا صروف» وهو تحريف. والصدوف: الإعراض. يريد أنه لا يعرض عن أقرانه ولا يفر من لقائهم.

(٣) الإدلاج: السير من أوّل الليل. وعرس الرجل: زوجه.

(٤) يريد أنه لا يشتم قومه ولا يهجوهم.

(٥) لعل الجنان هنا: الظلام، على أن يكون المخوف ظلام القبر.

(٦) نهنه فلان دمعه: كفه. وسواجي الطرف. ساكنات العيون. والهجان: البيض.

(٧) قيل هذا البيت:

ألمم على دمن تقادم عهدها ... بالجزع واستلب الزمان جمالها

والغرانق - ومثله الغرانيق -: جمع غرنوق (بالضم) وغرنوق (بكسر فسكون ففتح) وغرنيق (بالكسر) وهو الشاب الناعم.

(٨) في «الأصول»: «خلت لها» والتصويب من شعر الأعشين، ويدل عليه كلام المؤلف بعد.

(٩) في شعر الأعشين: «رسم لقاتلة الغرانق».

(١٠) في «الأصول»: «خلت لها» وهو لا يساير سياق الكلام.