كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دقاق

صفحة 472 - الجزء 12

  قال فيها إبراهيم بن المهدي شعرا

  حدّثني جحظة قال حدّثني هبة اللَّه بن إبراهيم بن المهدي قال:

  كانت دقاق جارية يحيى بن الربيع تواصل جماعة كانوا يميلون إليها وترى كلّ واحد منهم أنها تهواه، وكانت أحسن أهل عصرها وجها، وأشأمهم على من رابطها⁣(⁣١) وتزوّجها، فقال فيها أبو إسحاق - يعني أباه:

  صوت

  عدمتك يا صديقة كلّ خلَّق ... أكلّ الناس ويحك تعشقينا؟

  فكيف إذا خلطت الغثّ منهم ... بلحم سمينهم لا تبشمينا⁣(⁣٢)

  / فيه خفيف مل ينسب إلى إبراهيم بن المهدي وإلى ريّق وإلى شارية.

  قال فيها أبو موسى الأعمى شعرا

  أخبرني عميّ قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال حدّثنا أبو هفّان قال:

  خرج يحيى بن الربيع مولى دقاق - وكانت قد ولدت منه ابنه أحمد بن يحيى - إلى بعض النواحي، وترك جاريته دقاق في داره فعملت بعده الأوابد⁣(⁣٣)، وكانت من أحسن الناس وجها وغناء، وأشأمه على / أزواجها ومواليها وربطائها، فقال أبو موسى الأعمى فيه:

  قل ليحيى نعم صبرت على المو ... ت ولم تخش سهم ريب المنون

  كيف قل لي أطلقت ويحك يا يح ... يى على الضّعف منك حمل القرون!

  ويح يحيى ما مرّ باست دقاق ... بعد ما غاب من سياط البطون

  صوت من المائة المختارة

  تكاشرني كرها كأنك ناصح ... وعينك تبدي أنّ صدرك لي دوي⁣(⁣٤)

  لسانك لي حلو وعينك علقم ... وشرّك مبسوط وخيرك ملتوي⁣(⁣٥)

  الشعر ليزيد بن الحكم الثقفيّ والغناء لإبراهيم ثقيل أوّل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق، وفيه لجهم العطار خفيف ثقيل عن الهاشميّ:


(١) رابطها: لازمها.

(٢) بشم، كفرح: اتخم وفي ط، ب: «تسميننا».

(٣) الأوابد: جمع آبدة، وهي الداهية يبقى ذكرها على الأبد.

(٤) كاشره: ضحك في وجهه وباسطه. دوى كفرح: مرض، يقال إنه لدوى الصدر.

(٥) كذا في أكثر الأصول، وفي ف: «منطوي».