نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  جلاها الصّيقلون فأخلصوها ... مواضي كلَّها يفري ببتر(١)
  هم الأيسار إن قحطت جمادى ... بكلّ صبير سارية وقطر(٢)
  يصدّون المغيرة عن هواها ... بطعن يفلق الهامات شزر(٣)
  تعلَّم أنّ خير الناس طرّا ... لولدان - غداة الريح - غبر(٤)
  وأرملة ومعترّ مسيف ... عديم المال، عجزة أمّ صخر(٥)
  مرثية أخرى فيه:
  ومما رثت به الخنساء صخرا وغنّي فيه:
  صوت
  أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
  ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيّدا
  / طويل النّجاد رفيع العما ... د ساد عشيرته أمردا
  إذا القوم مدّوا بأيديهم ... إلى المجد مدّ إليه يدا
  فنال الذي فوق أيديهم ... من المجد ثمّ مضى مصعدا
  يحمّله القوم ما عالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا
  ترى المجد يهوي إلى بيته ... يرى أفضل المجد أن يحمدا
  وإن ذكر المجد ألفيته ... تأزّر بالمجد ثمّ ارتدى
  خبر مقتل معاوية أخي الخنساء:
  ونذكر الآن ها هنا خبر مقتل معاوية بن عمرو أخيهما، إذ كانت أخبارهما وأخبارها يدعو بعضها إلى بعض.
  قال أبو عبيدة: حدّثني أبو بلال بن سهم بن عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور قال:
  غزا معاوية بن عمرو أخو خنساء، بني مرة بن سعد بن ذبيان وبني فزارة، ومع خفاف بن عمير بن الحارث، وأمه «ندبة» سوداء، وإليها ينسب، فاعتوره هاشم ودريد ابنا حرملة المرّيّان. قال ابن الكلبيّ: وحرملة هو حرملة بن
(١) ويروى:
خفافا كلها يتقى بأثر
(٢) الأيسار: جمع يسر، بالتحريك، وهم الذين يقتسمون بالميسر.
(٣) المغيرة: يعني الخيل والفرسان المغيرة. والطعن الشزر: ما كان عن يمين وشمال.
(٤) غداة الريح: أي حين تهب رياح الشتاء. ما عدا ط، ح، ها، مب: «بنو عمرو غداة الريح تجري» محرّف.
(٥) المعتر: المعترض للمعروف. غير أن يسأل. والمسيف: الفقير المعدم. عجزة أم عمرو، أي آخر ولد ولد لها، وهو بكسر العين وعجزة خبر «أن» في البيت قبله.