كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر علي بن أديم وخبره

صفحة 177 - الجزء 15

  لا صبر لي عند الفراق على ... فقد الحبيب ولوعة الحبّ⁣(⁣١)

  الشعر لعليّ بن أديم الكوفي الجعفي، والغناء لحكم الواديّ. وذكر حبش أن لإبراهيم بن أبي الهيثم فيه لحنا⁣(⁣٢). واللَّه أعلم.

  جزعه على منهلة

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثني أبو بكر العمري قال: حدّثني دعبل بن عليّ قال:

  كان بالكوفة رجل من بني أسد يقال له عليّ بن أديم، فهوي⁣(⁣٣) جارية لبعض نساء بني عبس، فباعتها لرجل من بني هاشم، فخرج بها عن الكوفة، فمات علي بن أديم جزعا عليها بعد ثلاثة أيام من خروجها، وبلغها خبره فماتت بعده⁣(⁣٤)، فعمل أهل الكوفة لهما أخبارا هي مشهورة عندهم.

  حدّثني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثنا أبو بكر العمري⁣(⁣٥) قال حدّثنا أبو صالح الأزديّ قال: حدّثنا محمد بن الحسين الكوفيّ قال: حدّثنا محمد بن سماعة قال:

  / آخر من مات من العشق عليّ بن أديم الجعفيّ، مرّ بمكتب في بني عبس بالكوفة، فرأى فيه جارية تسمّى منهلة، عليها ثياب سواد، فاستهيم بها وأعجبته، وكلف بها وقال فيها:

  إنّي لما يعتادني ... من حبّ لابسة السواد

  / في فتنة وبليّة ... ما إن يطيقهما فؤادي

  فبقيت لا دنيا أصب ... ت وفاتني طلب المعاد

  وسأل عنها فإذا لها مالكة عبسية، وكان ابن أديم خزّازا⁣(⁣٦)، فتحمّل أبوه بجماعة من التّجّار على مولاتها لتبيعها فأبت، وخرج إلى أمّ جعفر ورفع إليها قصّته يسألها فيها المعونة على الجارية، فخرج له توقيع بما أحبّ، وأقام يتنجّز تمام أمره. فينا هو ذات يوم على باب أم جعفر إذ خرجت امرأة من دارها فقالت: أين العاشق؟ فأشاروا إليه فقالت: أنت عاشق وبينك وبين من تحب القناطر والجسور، والمياه والأنهار، مع ما لا يؤمن من حدوث الحوادث، فكيف تصبر على هذا، إنّك لجسور صبور! فخامر قلبه هذا القول وجزع، فبادر⁣(⁣٧) فاكترى بغلا إلى الكوفة، على الدخول، فمات يوم دخول الكوفة.


(١) إلى هنا ينتهي سقط ط الذي بدأ في ص ٢٥٥.

(٢) كذا الصواب في ط، أ. وفي سائر النسخ: «لحنان» محرف.

(٣) ما عدا ط، أ، ها، مب: «يهوى».

(٤) هذه الكلمة من ط، أ، مب.

(٥) ح: «العميري».

(٦) الخزاز: بائع الخز، وهي ثياب تنسج من صوف وإبريسم. ما عدا ح، ها: «خرازا» وهذا لا يوافق ما في أوّل خبره أنه كان يبيع البز.

(٧) ما عدا ط، ها، مب: «فنادى».