كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحزين ونسبه

صفحة 216 - الجزء 15

  محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس على رملة فولدت له محمدا وإبراهيم وموسى، وبنات.

  أخبرني بذلك عمر⁣(⁣١) بن عبد اللَّه بن جميل العتكي، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري، ويحيى بن علي بن يحيى، قالوا: حدّثنا عمر بن شبة عن ابن رواحة وغيره. وأخبرني به الطوسيّ والحرمي عن الزبير عن عمه.

  خشية عبد اللَّه بن عبد الملك من الحزين

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبي قال: حدّثني الزبير قال: حدّثني عمي أنّ عبد اللَّه بن عبد الملك حج؛ فقال له أبوه: سيأتيك الحزين الشاعر بالمدينة، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه، وأرضه. وصفته أنّه أشعر⁣(⁣٢) ذو بطن عظيم الأنف. فلما قدم عبد اللَّه المدينة وصفه لحاجبه وقال له: إيّاك أن تردّه. فلم يأت الحزين حتّى قام فدخل لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع. فلما ولَّى ذكر فلحقه فقال: ارجع، فاستأذن له فأدخله، فلما صار بين يديه ورأى جماله وبهاءه، وفي يده قضيب خيزران، وقف ساكتا، فأمهله عبد اللَّه حتّى ظنّ أنه قد أراح ثم قال له: السلام رحمك اللَّه أوّلا. فقال: عليك السلام وحيّا اللَّه وجهك وجهك أيّها الأمير، إنّي قد كنت مدحتك بشعر، فلما دخلت عليك ورأيت جمالك / وبهاءك أذهلني عنه فأنسيت ما كنت قلته، وقد قلت في مقامي هذا بيتين. فقال: ما هما؟

  قال:

  في كفّه خيزران ريحها عبق ... من كفّ أروع في عرنينه شمم

  يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلَّم إلا حين يبتسم

  فأجازه فقال: أخدمني⁣(⁣٣) أصلحك اللَّه، فإنّه لا خادم لي. فقال: اختر أحد هذين الغلامين. فأخذ أحدهما فقال له عبد اللَّه: أعلينا ترذل⁣(⁣٤)، خذ الأكبر.

  الخلاف في نسبة بيتين للحزين

  والناس يروون هذين البيتين للفرزدق في أبياته التي يمدح بها علي بن الحسين بن أبي طالب #، التي أوّلها:

  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم

  وهو غلط ممن رواه فيها. وليس هذان البيتان مما يمدح به مثل علي بن الحسين @ وله من الفضل المتعالم ما ليس لأحد.

  حدّثني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدّثني محمد بن عمر العدني قال: حدّثني سفيان بن عيينة عن الزهري قال: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.


(١) ح: «عمرو».

(٢) الأشعر: الكثير الشعر.

(٣) أي اجعل لي خادما.

(٤) أراد تأخذ الرذل، وهو الدون الخسيس.