كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 361 - الجزء 16

  أسلم امرؤ القيس بن عديّ على يد عمر بن الخطاب ¥، فما صلَّى للَّه صلاة⁣(⁣١) حتى ولاه عمر، وما أمسى حتى خطب إليه عليّ # ابنته الرباب / على ابنه الحسين، فزوّجه إياها. فولدت⁣(⁣٢) له عبد اللَّه وسكينة ولدي الحسين @. وفي سكينة وأمها يقول:

  لعمرك إنني لأحب دارا ... تحل بها سكينة والرّباب

  وذكر البيت الآخر، وزاد على البيتين⁣(⁣٣):

  فلست لهم وإن غابوا مضيعا⁣(⁣٤) ... حياتي أو يغيّبني التراب

  ونسخت هذا الخبر من كتاب أبي⁣(⁣٥) عبد الرّحمن الغلَّابيّ، وهو أتم. قال:

  حدّثنا عليّ بن صالح، عن عليّ بن مجاهد، عن أبي المثنى محمد بن السائب الكلبيّ، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن حسن بن حسن قال: حدّثني خالي عبد الجبار بن منظور بن زبّان بن سيّار الفزاريّ؛ قال حدّثني عوف بن خارجة المريّ، قال:

  واللَّه إني لعند عمر بن الخطاب ¥ في خلافته، إذ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر⁣(⁣٦)، يتخطى رقاب الناس، حتى قام بين يدي عمر. فحياة بتحية الخلافة، فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عديّ الكلبيّ. قال: فلم يعرفه عمر⁣(⁣٧). فقال له رجل من القوم: هذا صاحب بكر بن وائل، الذي أغار عليهم في الجاهلية يوم فلج. قال: فما تريد؟ قال: أريد الإسلام. فعرضه عليه / عمر ¥، فقبله. ثم دعا له برمح، فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة. فأدبر الشيخ واللواء يهتز على رأسه. قال عوف: فو اللَّه ما رأيت رجلا لم يصلّ للَّه ركعة قط أمّر على جماعة من المسلمين قبله.

  ونهض عليّ بن أبي طالب رضوان اللَّه عليه من المجلس، ومعه ابناه الحسن والحسين $ حتى أدركه، فأخذ بثيابه. فقال له: يا عم، أنا عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول اللَّه وصهره، وهذان ابناي الحسن والحسين من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا. فقال: قد أنكحتك يا عليّ المحياة بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرّباب بنت امرئ القيس.

  وقال هشام بن الكلبي: كانت الرّباب من خيار النساء وأفضلهن. فخطبت بعد قتل الحسين #، فقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول اللَّه .

  قال المدائني: حدّثني أبو إسحاق المالكي، قال:


(١) ف: ركعة.

(٢) ف، مب: فأولدها.

(٣) في الأصول: وذكر البيتين وزاد فيهما.

(٤) ف، مب: ولست لهم وإن عابوا مطيعا.

(٥) ف، مب: ابن.

(٦) الأفحج: الذي تتدانى صدور قدميه ويتباعد عقباه إذا مشى. والأجلى: الذي انحسر مقدم شعره. وفي ف، مب: أجلح، وهو بمعناه. والأمعر: الذي سقط شعره.

(٧) كذا في ف، مب. وفي سائر الأصول: فعرفه عمر.