كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

عمرو بن براق

صفحة 117 - الجزء 21

  تحالف أقوام عليّ ليسمنوا ... وجروا عليّ الحرب إذا أنا سالم⁣(⁣١)

  أفالآن أدعى للهوادة بعد ما ... أجيل على الحيّ المذاكي الصّلادم⁣(⁣٢)

  كأنّ حريما إذ رجا أن يضمّها ... ويذهب مالي يا بنة القوم حالم⁣(⁣٣)

  متى تجمع القلب الذّكيّ وصارما ... وأنفا حميّا تجتنبك المظالم

  ومن يطلب المال الممنّع بالقنا ... يعش ذا غنىّ أو تخترمه المخارم⁣(⁣٤)

  / وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم

  فلا صلح حتى تعثر الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الرّقاق الجماجم

  وأما الشنفري فإنه رجل من الأزد ثم من الأواس بن الحجر بن الهنو بن الأزد⁣(⁣٥). ومما يغنّى فيه من شعره قوله:

  صوت

  ألا أمّ عمرو أزمعت فاستقلَّت ... وما ودّعت جيرانها إذ تولَّت⁣(⁣٦)

  فواند ما بانت أمامة بعد ما ... طمعت فهبها نعمة قد تولَّت⁣(⁣٧)

  وقد أعجبتني لا سقوطا خمارها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفّت⁣(⁣٨)

  غنّى في هذه الأبيات إبراهيم ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو بن بانة.


(١) في ف: «ليسلموا» بدل «ليسمنوا» وسالم: بمعنى مسالم.

(٢) الفاء عاطفة على معطوف محذوف، أي أأسالم فأدعى، ونحو ذلك، والهوادة: الملاينة والمسالمة، المذاكي الصلادم: الجياد الشديدة الصلبة، وذلك كناية عن الحرب التي انتصر فيها، يريد أنهم جاؤه مسالمين طالبين مهادنته بعد أن رجحت كفته في حربهم.

(٣) الضمير في يضمها عائد على الإبل ونحوها.

(٤) تخترمه المخارم: تهلكه المهالك، وفي ف «طلب» بدل «يطلب» و «ماجدا» بدل «ذا غنىّ» والمعنى: لا يتغير.

(٥) في هد، هج: «الأوس بن حجر بن الهن».

(٦) أزمعت: عزمت على الرحيل.

(٧) يلاحظ تكرار كلمة «تولت» في بيتين متتالين، وهو من عيوب القافية.

(٨) لا سقوطا خمارها: يصفها بالتصون والتحشم، أي لا تتعمد إسقاط خمارها، كي يرى الناس جمالها، ويبدو أن هذه العادة كانت مألوفة في النساء، ولذلك ينفي النابغة عن المتجردة تعمد إسقاط النصيف في قوله:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتئّقتنا باليد