كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الخليل ونسبه

صفحة 131 - الجزء 21

  يحملن أترجّة، نضخ العبير بها ... كأنّ تطيابها في الأنف مشموم⁣(⁣١)

  كأنّ فأرة مسك في مفارقها ... للباسط المتعاطي وهو مزكوم⁣(⁣٢)

  كأنّ إبريقهم ظبي على شرف ... مفدّم بسبا الكتّان ملثوم⁣(⁣٣)

  قد أشهد الشّرب فيهم مزهر صدح ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم⁣(⁣٤)

  الشعر لعلقمة بن عبدة، والغناء لابن سريج، وله فيه لحنان أحدهما في الأول والثاني خفيف ثقيل أول بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق، والآخر رمل بالخنصر في مجرى البنصر في الخامس والسادس من الأبيات، وذكر عمرو بن بانة أن في الأربعة الأبيات الأول المتوالية لمالك خفيف ثقيل بالوسطى، وفيها ثقيل أول نسبه الهشاميّ إلى الغريض، وذكر حبش أن لحن الغريض ثاني ثقيل بالبنصر، وذكر حبش أن في الخامس والسادس خفيف رمل بالبنصر لابن سريج.


(١) الأترجة: يكنى بها عن محبوبته، نضخ: بلل: يريد أن رحالها تنفح ريحا طيبة.

(٢) فأرة المسك: وعاؤه، للباسط المتعاطي: لمن يبسط يده بطلب العطاء، ولعلها للناشق.

(٣) يعني إبريق الخمر، يشبهه بالظبي الواقف على مكان مرتفع، مفدم: مسدود بالفدام، وهو الخرق ونحوها، وسبا الكتان: خرقه، ملثوم: لابس اللثام: وذلك كله كناية عن أن خمرهم مهيأة للشراب، ويبدو أن بين هذا البيت وما قبله أبيات لم تذكر.

(٤) الشرب: جماعة الشاربين، المزهر: آلة من آلات الغناء، صدح: صيغة مبالغة من صدح الصهباء: الخمر، الخرطوم: السريعة الإسكار.