أخبار مسعود بن خرشة
  حصون بني عقيل كلّ عضب ... إذا فزعوا وسابغة دلاص(١)
  وما الجارات عند المحل فيهم ... ولو كثر الروازح بالخماص(٢)
  قال: وقال مسعود «وقد»(٣) طلبه والي اليمامة، فلجأ إلى موضع فيه ماء وقصب:
  ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بوعثاء فيها للظباء مكانس(٤)
  وهل أنجون من ذي لبيد بن جابر ... كأنّ بنات الماء فيه المجالس(٥)
  وهل أسمعن صوت القطا تندب القطا ... إلى الماء منه رابع وخوامس(٦)
(١) العضب: السيف القاطع. والسابغة الدلاص: الدرع الصافية اللينة، يريد أنهم لا يتحصنون بحصون من أحجار، بل تحميهم سيوفهم ودروعهم.
(٢) الروازح: جمع رازحة، وهي الناقة الهزيلة ونحوها. الخماص: الجياع يريد أن خيرهم يفيض على جاراتهم أيام المحل.
(٣) زيادة يقتضيها المقام.
(٤) الوعثاء: الأرض ذات الصخور. المكانس: مآوى الظباء.
(٥) لعله يعني بذي لبيد ماء لبيد الذي تجالسه فيه بنات الماء، أي الضفادع ونحوها.
(٦) منه رابع وخوامس، لعله يقصد مجرد التعدد.