كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أوس ونسب اليهود النازلين بيثرب وأخبارهم

صفحة 350 - الجزء 22

  ٩ - أخبار السموءل ونسبه

  نسبه

  هو السموءل بن عريض بن عاديا، بن حباء⁣(⁣١)، ذكر ذلك أبو خليفة عن محمد بن سلام والسكري عن الطوسي وابن حبيب، وذكر أن الناس يدرجون عريضا في النسب، وينسبونه إلى عاديا جده، وقال عمر بن شبة: هو السموءل بن عاديا، ولم يذكر عريضا.

  وحكى عبد اللَّه بن أبي سعد عن دارم بن عقال - وهو من ولد السموءل - أن عاديا بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب ابن عمرو مزبقيا بن عامر ماء السماء، وهذا عندي محال؛ لأن الأعشى أدرك شريح بن السموءل وأدرك الإسلام، وعمرو مزيقيا قديم، لا يجوز أن يكون بينه وبين السموءل ثلاثة آباء ولا عشرة بل أكثر، واللَّه أعلم.

  من مفاخر السموءل

  وقد قيل: إن أمه كانت من غسان، وكلهم قالوا: إنه كان صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيماء المشهور بالوفاء، وقيل: بل هو من ولد الكاهن بن هارون بن عمران، وكان هذا الحصن لجده عاديا، واحتفر فيه بئرا رويّة عذبة، وقد ذكرته الشعراء في أشعارها، قال السموءل:

  فبالأبلق الفرد بيتي به ... وبيت النضير سوى الأبلق

  وقال السموءل يذكر بناء جدّه الحصن:

  بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وماء كلما شئت استقيت

  وكانت العرب تنزل به، فيضيفها، وتمتار من حصنه، وتقيم هناك سوقا.

  / وبه يضرب المثل في الوفاء لإسلامه ابنه حتى قتل، ولم يخن أمانته في أدراع أودعها.

  امرؤ القيس يفد عليه

  وكان السبب في ذلك - فيما ذكر لنا محمد بن السائب الكلبي - أن امرأ القيس بن حجر لمّا سار إلى الشام يريد / قيصر نزل على السموءل بن عاديا يحصنه الأبلق بعد إيقاعه ببني كنانة على أنهم بنو أسد وكراهة أصحابه لفعله، وتفرقهم عنه، حتى بقي وحده، واحتاج إلى الهرب، فطلبه المنذر بن ماء السماء، ووجه في طلبه جيوشا من إياد وبهراء وتنوخ وجيشا من الأساورة أمده بهم أنو شروان، وخذلته حمير، وتفرقوا عنه: فلجأ⁣(⁣٢) إلى السموءل ومعه أدراع كانت لأبيه خمسة: الفضفاضة، والضافية، والمحصنة والخريق، وأم الذيول، وكانت الملوك من بني آكل


(١) في هد: «عاديا بن حيا»، وفي هج: «عاديا بن حبيا».

(٢) فلجأ ... الخ: تكرار لجملة «نزل على السموءل» التي تقدمت، وذلك لطول الفصل.