أخبار الربيع بن أبي الحقيق
  أجز يا ربيع، فقال:
  إلى مناهلها لو أنّها طلق
  فقال النابغة: أنت يا ربيع أشعر الناس.
  أبان بني عثمان يتمثل بأبياته
  حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، ومحمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا عمر بن شبّة قال: حدثني الحزاميّ قال: حدثني سعيد بن محمد الزّبيريّ، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:
  قلّ ما جلست إلى أبان بن عثمان إلا سمعته يتمثل بأبيات ابن أبي الحقيق.
  سئمت وأمسيت رهن الفرا ... ش من جرم قومي ومن مغرم(١)
  ومن سفه الرّأي بعد النّهى ... وغيب الرشاد، ولم يفهم
  فلو أنّ قومي أطاعوا الحل ... يم لم يتعدّوا ولم نظلم
  ولكنّ قومي أطاعوا ألغوا ... ة حتى تعكَّص أهل الدم(٢)
  / فأودى السّفيه برأي الحل ... يم وانتشر الأمر لم يبرم
  يعاتب قوما من الأنصار
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي، قال: حدثنا معاذ(٣)، عن أبي عبيدة قال: قال الربيع بن أبي الحقيق يعاتب قوما من الأنصار في شيء بينهم وبينه:
  رأيت بني العنقاء زالوا وملكهم ... وآبوا بأنف في العشيرة مرغم(٤)
  فإن يقتلوا نندم لذاك وإن بقوا ... فلا بدّ يوما من عقوق ومأتم(٥)
  وإنّا فويق الرأس شؤبوب مزنة ... لها برد ما يغش م الأرض يحطم(٦)
(١) في بعض النسخ: «مغرمي» بالإضافة إلى ياء المتكلم.
(٢) تعكص أهل الدم: ضنوا.
وروى البيتان في «المختار» هكذا:
ولكن قومي أطاعوا ألغوا ... ة وانتشر الأمر لم يبرم
فأودى السفيه برأي الحليم ... حتى تحكم أهل الدم
(٣) في هد. هج: «دماذ».
(٤) في هج: «بني النجار» بدل «بني العنقاء» وفي هد، هج:
«زالوا ومالهم»
بدل
«زالوا وملكهم»
وقد جرى البيت على غير الأفصح حيث عطف على ضمير الرفع المتصل بدون فاصل، يقول ابن مالك:
وإن على ضمير رفع متصل ... عطفت فافصل بالضمير المنفصل
أو فاصل ما وبلا فصل يرد ... في النثر والنظم وضعفه اعتقد
(٥) يريد أنهم حلفاء، إن أصابهم أذى عز علينا. وإن سلموا بغوا علينا.
(٦) الشؤبوب: الدفعة من المطر، يقول: نحن لهم كماء المزن المصحوب بالبرد الذي يحطم الأرض، يعني أننا نفاعون ضرارون، وفي هد، هج:
«ما يغش في الأرض»
«ما يفش م الأرض»
، «وأصلها من الأرض».