أخبار مرة بن محكان
  ما الفائدة / في هذا؟ فقال: كان الضيف إذا نزل بالعرب في الجاهلية ضموا إليهم رحله، وبقي سلاحه معه لا يؤخذ خوفا من البيات، فقال مرّة بن محكان يخاطب امرأته: ضمّي إليك رحال هؤلاء الضّيفان وسلاحهم، فإنهم عندي في عزّ وأمن من الغارات والبيات، فليسوا ممّن يحتاج أن يبيت لابسا سلاحه.
  مصعب بن الزبير يقتله
  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد، قال: حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس، قال: كان الحارث بن أبي ربيعة على البصرة أيام ابن الزبير، فخاصم إليه رجل من بني تميم - يقال له مرّة بن محكان - رجلا، فلمّا أراد إمضاء الحكم عليه أنشأ مرّة بن محكان يقول:
  أحار تثبّت في القضاء فإنه ... إذا ما إمام جار في الحكم أقصدا(١)
  وإنك موقوف على الحكم فاحتفظ ... ومهما تصبه اليوم تدرك به غدا
  فإني ممّا أدرك الأمر بالأنى(٢) ... وأقطع في رأس الأمير المهنّدا
(١) أقصد: أصلب في المقتل أو قتله مكانه.
(٢) في هد، هج: «نانيا»، وقد تكون محرفة عن «آنيا». والأني: الحلم.