أخبار علي بن عبد الله بن جعفر ونسبه
  أبو العبيس بالطعام، فأكلوا، ثم قدّم الشراب فشربوا، وغنّاهم أبو العبيس يومئذ هذا الصوت:
  ألا متّ لا أعطيت صبرا وعزمة ... غداة رأيت الحيّ للبين غاديا
  ولم تعتصر عينيك فكهة مازح ... كأنك قد أبدعت إذ ظلت باكيا
  فأحسن ما شاء، ثم ضرب ستارته وقال:
  يا ربة البيت غني غير صاغرة
  فاندفعت عرفان، فغنت:
  يا ربة البيت قومي غير صاغرة ... ضمّي إليك رحال القوم والقربا
  قال: فما سمعت غناء قط أحسن مما سمعته من غنائهما يومئذ.
  نسبة هذا الصوت
  صوت
  ألا متّ لا أعطيت صبرا وعزمة ... غداة رأيت الحيّ للبين غاديا
  ولم تعتصر عينيك فكهة مازح ... كأنك قد أبدعت إذ ظلت باكيا
  فصيّرت دمعا أن بكيت تلدّدا ... به لفراق الألف كفؤا موازيا
  لقد جّل قدر الدمع عندك أن ترى ... بكاءك للبين المشتّ مساويا
  / الشعر لأعرابيّ أنشدناه الحرميّ بن أبي العلاء، عن الحسين بن محمد بن أبي طالب الديناريّ عن إسحاق الموصليّ الأعرابيّ.
  قال الديناريّ: وكان إسحاق كثيرا ما ينشد الشعر للأعراب(١)، وهو قائله وأظن هذا الشعر له، والغناء لعمرو ابن بانة ثقيل أول بالبنصر من كتابه.
  صوت
  فإن تك من شيبان أمّى فإنني ... لأبيض من عجل عريض المفارق
  وكيف بذكرى أمّ هارون بعد ما ... خبطن بأيديهنّ رمل الشقائق
  كأنّ نقا من عالج(٢) أزرت به ... إذا الزّل ألهاهنّ شدّ المناطق
  وإنا لتغلي في الشّتاء قدرونا ... ونصبر(٣) تحت اللامعات الخوافق
  عروضه من الطويل الشعر للعديل بن الفرخ العجليّ، والغناء لمعبد خفيف ثقيل من أصوات قليلة الأشباه، عن يونس وإسحاق، وفيه لهشام بن المرّيّة لحن من كتاب إبراهيم، وفيه لسنان الكاتب ثقيل أول عن الهشامي وحبش، وقال حبش خاصة: فيه للهذلي أيضا ثاني ثقيل بالوسطى.
(١) كذا في ف وفي س، ب: للاعرابي.
(٢) عالج: رمال بين فيد والقريات ينزلها بنو بحتر من طيئ.
(٣) في ف: «ونضرب».