أخبار سليمان بن وهب
  فوقع في ظلماته [بما أراد(١)] ووصله بمائتي دينار.
  يزيد المهلبي يمدحه فيزيد جائزته:
  أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدّثنا أحمد بن الخصيب: قال: لعهدي بيزيد بن محمد المهلبيّ عند سليمان ابن وهب بعد ما استوزره المهتدي، وقد أجلسه إلى جانبه، وهو ينشده قوله:
  وهبتم لنا يا آل وهب مودّة ... فأبقت لنا جاها ومجدا يؤثّل(٢)
  فمن كان للآثام والذلّ أرضه ... فأرضكم للأجر والعزّ منزل
  رأى الناس فوق المجد مقدار مجدكم ... فقد سألوكم فوق ما كان يسأل
  يقصر عن مسعاكم كلّ آخر ... وما فاتكم ممّن تقدّم أول(٣)
  / بلغت الذي قد كنت أمّلته لكم ... وإن كنت لم أبلغ بكم ما أؤمّل(٤)
  فقطع عليه سليمان الإنشاد، وقال له: يا أبا خالد، فأنت واللَّه عندي كما قال عمارة بن عقيل لابنه:
  أقهفه مسرورا إذا أبت سالما ... وأبكي من الإشفاق حين تغيب
  / فقال له يزيد: فيسمع مني الوزير آخر الشّعر لا أوله، وتمم فقال:
  ومالي حق واجب غير أنّني ... بجودكم في حاجتي أتوسّل
  وأنّكم أفضلتم وبررتم ... وقد يستتمّ النّعمة المتفضّل
  وأوليتم فعلا جميلا مقدّما ... فعودوا فإن العود بالحرّ أجمل
  وكم ملحف قد نال ما رام منكم ... ويمنعنا من مثل ذاك التجمّل
  وعوّدتمونا قبل أن نسأل الغنى ... ولا بذل للمعروف والوجه يبذل
  فقال له سليمان: لا تبرح واللَّه إلَّا بقضاء حوائجك كائنة ما كانت، ولو لم أستفد من كتبة أمير المؤمنين إلا شكرك لرأيت جنابي بذلك ممرعا، وغرسي مثمرا، ثم وقّع له في رقاع كثيرة كانت بين يديه.
  رجل من ذوي حرفته يطلب عمال:
  أخبرني محمد: قال: حدّثنا الحزنبل: قال:
  لما ولَّى المهتدي سليمان بن وهب وزارته قام إليه رجل من ذوي حرفته، فقال: أنا - أعز اللَّه الوزير - خادمك، المؤمّل دولتك، السعيد بأيامك، المطويّ القلب على ودّك، المنشور اللسان بمدحك، المرتهن بشكر نعمتك، وقد قال الشاعر:
(١) زيادة في ف ويقتضيها المقام.
(٢) في ف: «ومالا». بدل «ومجدا».
(٣) في م، أ، هج، هد «مسعانكم» بدل «مسعاكم».
(٤) في ف «آمله» بدل «أملته».