كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الفند الزماني ونسبه

صفحة 250 - الجزء 24

  وقال ابن الكلبيّ:

  لمّا كان يوم التحالق أقبل الفند الزّمّانيّ إلى بني شيبان، وهو شيخ كبير قد جاوز مائة سنة، ومعه بنتان له شيطانتان من شياطين الإنس⁣(⁣١)، فكشفت إحداهما عنها وتجرّدت، وجعلت تصيح ببني شيبان ومن معهم من بني بكر⁣(⁣٢):

  وعا وعا وعا وعا⁣(⁣٣) ..... حرّ الجواد والتظى⁣(⁣٤).

  وملئت منه الرّبى⁣(⁣٥) ..... / يا حبّذا يا حبّذا ..... الملحقون⁣(⁣٦) بالضّحى⁣(⁣٧).

  ثم تجرّدت الأخرى وأقبلت⁣(⁣٨) تقول:

  إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النّمارق

  أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق⁣(⁣٩)

  قال: والتقى الناس يومئذ، فأصعد عوفد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة⁣(⁣١٠)، ابنته على جمل له في ثنيّة قضة⁣(⁣١١)، حتى إذا توسّطها ضرب عرقوبي الجمل، ثم نادى:

  أنا البرك أنا البرك ... أنزل حيث أدرك⁣(⁣١٢)

  ثم نادى: ومحلوفة لا يمرّ بي رجل من بكر بن وائل إلَّا ضربته بسيفي هذا، أفي كلّ يوم تفرّون


(١) ج: الاسم.

(٢) ف: من بكر بن وائل.

(٣) ف: وغا وغا. وهو بالعين وبالغين: الأصوات في الحرب.

(٤) ج، س: «حر الجياد والبطا». وفي ف: «حر الجراد والمطي». وما أثبتناه من خد. والجواد بضم الجيم: جهد العطش أو الهلاك (كما في «اللسان»). والتظى: اتقد وتكون حر فعلا من الحرارة.

(٥) من خد، وف، وفيها: الدنى بدل الربى.

(٦) ج، س: «المحلقون».

(٧) ج: بالغنى. خد: بالصخا، ف: بالصحا.

(٨) ج: وأقبلت عليهم.

(٩) في «تاريخ الطبري» ٢/ ٢٠٨ جاء هذا الرجز على لسان امرأة من عجل في خبر ذي قار، وروايته.

إن تهزموا نعانق

أو تهربوا ...

(١٠) من بكر بن وائل.

(١١) الثنية: الطريقة في الجبل كالنقب، أو هي العقبة في الطريق أو الجبل. وقضة (بوزن عدة): موضع. (راجع خبر هذه الوقعة فيما سبق: «الأغاني» ٥/ ٤٢ من طبعة دار الكتب).

(١٢) «الاشتقاق» ٣٥٧: البرك هو عوف بن مالك، وكان من المشهورين في حرب بكر وتغلب، وهو الذي قال في يوم قضة. «أنا البرك، أبرك حيث أدرك» وفي «الأغاني» ٥/ ٤٣ من طبعة دار الكتب وخد كذلك: أبرك والبرك: بضم ففتح: البارك على الشيء «اللسان».