نسب الراعي وأخباره
  يشكو جاريته للأمير فينتصف له منها:
  قال: فضربته دومة وخرّقت ثيابه(١)، ونتفت لحيته، وقالت: أتجعلني غرضا لشعرك؟ فطلَّقها واشترى جارية حسناء، فزادت في أذاه وضربه غيرة عليه، فشكاها إلى يوسف بن عمر، فوجّه(٢) إليها بخدم من خدمه، وأمرهم بضربها وكسر نبيذها، وإغرامها ثياب عمّار، ففعلوا ذلك، وبلغوا منها الرّضا لعمّار، فقال في ذلك عمّار:
  إنّ عرسي لا هدا ها ... (٣) اللَّه بنت لرباح
  كلّ يوم تفزع ال ... جلَّاس منها بالصّياح
  وربوخ(٤) حين تؤتى ... وتهيّا للنّكاح
  كلب دبّاغ عقور ... هرّ من بعد نباح
  ولها لون كداجي اللَّي ... ل من غير صباح
  / ولسان صارم كالسّي ... ف مشحوذ النّواحي
  يقطع الصّخر ويفري ... هـ كما تفري المساحي
  عجّل اللَّه خلاصي ... من يديها وسراحي
  تتعب الصّاحب والجا ... ر وتبغي من تلاحي
  زعمت أنّي بخيل ... وقد أخنى بي سماحي
  ورأت كفّي صفرا ... من تلادي ولقاحي
  كذبت بنت رباح ... حين همّت باطَّراحي
  حاتم لو كان حيّا ... عاش في ظلّ جناحي
  ولقد أهلكت مالي ... في ارتياحي وسماحي
  ثم ما أبقيت شيئا ... غير زادي(٥) وسلاحي
  وكميت بين أشطا ... ن جواد ذي مراح
  يسبق الخيل بتقريب(٦) ... وشدّ كالرّياح
  ثم غارت وتجنّت ... وأجدّت في الصيّاح
  لابتياعي أملح النّسو ... ان من فيء(٧) الرّماح
(١) خد: «ومزقت ثيابه».
(٢) «المختار»: «فوجه بحرس فضربوها».
(٣) «المختار»:
«لا فداها اللَّه»
(٤) ب، س: «وزنوخ» والبيت ساقط من «التجريد». والربوخ المرأة يغشى عليها عند الجماع والزنوخ: المتغيرة الرائحة.
(٥) خد، «المختار»: «غير داري».
(٦) التقريب: عدو دون الإسراع.
(٧) «التجريد»: «لابتياعي أحسن النسوان». وف ب، س: «من قنى الرماح».