كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 347 - الجزء 24

  مالي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود؟

  وأشدّ من مرضي عليّ صدودكم ... وصدود عبدكم⁣(⁣١) عليّ شديد

  فلقّب عائد الكلب:

  قال ابن عمّار: هكذا حفظي عن النوفليّ، وقد يزيد القول وينقص.

  لحكم الوادي في هذين البيتين الَّلذين أولهما:

  مالي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود

  لحنان خفيف ثقيل بالوسطى، عن إبراهيم وحبش، ورمل بالوسطى عن الهشامي⁣(⁣٢).

  يحسد الأحيحي على إقبال المهدي عليه

  أخبرنا أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار⁣(⁣٣)، قال: حدّثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ، قال:

  أنشد الأحيحيّ المهديّ قصيدة مدحه بها، وكان عبد اللَّه بن مصعب حاضرا، فحسده على إقبال المهديّ عليه، وكان المهديّ يحبّه، فجعل يخاطب المهديّ ويحدّثه، / فقال له: أمسك فما يشغلني كلامك عنه، فقطع الأحيحيّ الإنشاد، ثم أقبل على المهديّ فقال له:

  عبد مناف أبو أبوّتنا ... وعبد شمس وهاشم توم

  بحران خرّ العّوام بينهما ... فالتطما والبحار⁣(⁣٤) تلتطم

  فقال له المهديّ: كذاك هو، فدع هذا المعنى وعد إلى ما كنت فيه، وخجل عبد اللَّه فما انتفع بنفسه يومئذ.

  قال ابن عمّار: فحدّثني بعض شيوخنا قال:

  كنت عند مصعب بن عبد اللَّه الزّبيري⁣(⁣٥) يوما وقد جرى⁣(⁣٦) ذكر الأحيحي، فأنشدته هذين البيتين، فتغيّر لونه، ثم قال لي: نعم، قد كان خاطب أبي بهما فأمضّه، فلمّا قمنا عنه قال لي: ويحك، أتنشد رجلا كنت تتعلَّم منه وتأخذ عنه هجاء في أبيه؟

  فقلت له: دعني فإني أحببت أن أغضّ من كبره قال: وكان في مصعب⁣(⁣٧) بعض ذلك.

  صوت

  زارت سليمى وكان الحيّ قد رقدا⁣(⁣٨) ... ولم تخف من عدو كاشح رصدا

  لقد وفت لك سلمى بالذي وعدت ... لكنّ عقبة لم يوف الذي وعدا


(١) خد، «التجريد»: «وصدود كلبكم».

(٢) ف: «الهاشمي».

(٣) ب، س «أحمد بن عبد العزيز بن عمار».

(٤) «المختار»:

«فالتطماه والبحر يلتطم»

(٥) ب، س: «عبد اللَّه بن الزبير».

(٦) خد: «وقد مر بي ذكر الأحيحي».

(٧) خد: «وكان في مصعب ذلك».

(٨) خد، ف:

«زارتك سلمى وكالى السجن قد رقدا»