أخبار موسى شهوات ونسبه
  ٣٨ - أخبار موسى شهوات ونسبه وخبره في هذا الشعر
  نسبه وسبب لقبه:
  هو موسى بن يسار(١) مولى قريش، ويختلف في ولائه فيقال: إنه مولى بني سهم، ويقال: مولى بني تيم بن مرّة، ويقال: مولى بني عديّ بن كعب؛ ويكنى أبا محمد، وشهوات لقب غلب عليه.
  وحدّثني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال:
  إنما لقّب موسى شهوات لأنه كان سؤولا ملحفا، فكان كلَّما رأى مع أحد شيئا يعجبه من مال أو متاع أو ثوب أو فرس(٢)، تباكى، فإذا قيل له: ما لك؟ قال: أشتهي هذا؛ فسمّي موسى شهوات. قال: وذكر آخرون أنه كان من أهل أذربيجان وأنه نشأ بالمدينة وكان يجلب إليه القند(٣) والسكَّر، فقالت له امرأة من أهله: ما يزال موسى يجيئنا بالشهوات؛ فغلبت عليه.
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال:
  كان محمد بن يحيى يقول: موسى شهوات مولى بني عديّ بن كعب، وليس ذاك بصحيح، هو مولى تيم بن مرّة. وذكر عبد اللَّه بن شبيب عن الحزاميّ: أنه مولى بني سهم.
  / وأخبرني وكيع عن أحمد بن أبي خيثمة عن مصعب ومحمد بن سلَّام قال: موسى شهوات مولى بني سهم.
  عشق جارية فأعطى بها عشرة آلاف درهم:
  وأخبرني محمد بن الحسن(٤) بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:
  هوي موسى شهوات جارية بالمدينة فاستهيم بها وساوم مولاها فيها فاستام(٥) بها عشرة آلاف درهم، فجمع كلّ ما يملكه واستماح إخوانه فبلغ أربعة آلاف درهم، فأتى إلى سعيد بن خالد العثمانيّ فأخبره بحاله واستعان به، وكان صديقه وأوثق الناس عنده، فدافعه(٦) واعتلّ عليه فخرج من عنده؛ فلما ولَّى تمثّل سعيد قول الشاعر:
  كتبت إليّ تستهدي الجواري ... لقد أنعظت من بلد بعيد
(١) كذا في «شرح القاموس» مادة (شهو) وقد صححه على هامش نسخته كذلك الأستاذ الشيخ محمد بن محمود الشنقيطي، وفي الأصول: «بشار» وهو تحريف.
(٢) في ح «فرش» بالشين المعجمة.
(٣) القند: عسل تصب السكر إذا جمد.
(٤) كذا في س، وهو الصواب، وفي باقي الأصول: «الحسين».
(٥) الاستيام بالشيء: ذكر ثمنه، تقول: استمت عليه بسلعتي إذا كنت أنت تذكر ثمنها، وتقول: استام مني بسلعتي إذا كان هو العارض عليك الثمن.
(٦) دافعه: ماطله.