كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار موسى شهوات ونسبه

صفحة 249 - الجزء 3

  يا يزيد بن خالد إن تجبني ... يلقني طائري بنجم السّعود

  فأمر له بخمسة آلاف درهم وكسوة، وقال له: كلما شئت فنادنا نجبك.

  تزوّج بنت داود ابن أبي حميدة فلما سئل عن جلوتها قال شعرا:

  أخبرنا وكيع قال حدّثني أحمد بن زهير قال حدّثنا مصعب الزّبيريّ قال:

  زوّج موسى شهوات بنت مولى لمعن بن عبد الرحمن بن عوف يقال له: داود بن أبي حميدة، فلما جليت⁣(⁣١) عليه قال داود: ما للجلوة؟ فأنشأ يقول:

  /

  تقول لي النساء غداة تجلى ... حميدة يا فتى للجلاء

  فقلت لهم سمرقند⁣(⁣٢) وبلخ⁣(⁣٣) ... وما بالصين من نعم⁣(⁣٤) وشاء⁣(⁣٥)

  أبوها حاتم إن سيل خيرا ... وليث كريهة عند اللقاء

  هجا أبا بكر بن عبد الرحمن حين حكم عليه ومدح سعيد بن سليمان:

  أخبرني وكيع قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا مصعب قال:

  قضى أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب على موسى شهوات بقضيّة، وكان خالد بن عبد الملك⁣(⁣٦) استقضاه في أيام هشام بن عبد الملك، فقال موسى يهجوه:

  وجدتك فهّا⁣(⁣٧) في القضاء مخلَّطا⁣(⁣٨) ... فقدتك من قاض ومن متأمّر

  / فدع عنك ما شيدته ذات رخة⁣(⁣٩) ... أذى الناس لا تحشرهم كلّ محشر

  ثم ولي القضاء سعيد بن سليمان بن زيد⁣(⁣١٠) بن ثابت الأنصاريّ، فقال يمدحه:

  من سرّه الحكم صرفا لا مزاج له ... من القضاة وعدل غير مغموز

  فليأت دار سعيد الخير إنّ بها ... أمضى على الحقّ من سيف ابن جرموز⁣(⁣١١)


(١) يقال: جليت العروس على زوجها جلوة (بتثليث الجيم) وجلاء (بكسر الجيم) إذا عرضت عليه مجلوّة، والجلوة (بالكسر): ما تعطاه العروس عند جلائها.

(٢) سمرقند: مدينة عظيمة وهي عاصمة الصغد مبنية جنوبي وادي الصغد، قيل: هي من أبنية ذي القرنين.

(٣) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان.

(٤) النعم: الإبل.

(٥) الشاء: الغنم.

(٦) هو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم ولي المدينة لهشام بن عبد الملك.

(٧) الفه: العييّ.

(٨) يقال: خلط في كلامه إذا هذى.

(٩) كذا في الأصول ولم نوفق إلى استجلاء ما غمض من معناه.

(١٠) كذا صححه الأستاذ الشيخ الشنقيطي على هامش نسخته، وفي الأصول: «يزيد» وهو تحريف.

(١١) هو عمرو بن جرموز قاتل الزبير بن العوّام ¥.