أخبار موسى شهوات ونسبه
  يا يزيد بن خالد إن تجبني ... يلقني طائري بنجم السّعود
  فأمر له بخمسة آلاف درهم وكسوة، وقال له: كلما شئت فنادنا نجبك.
  تزوّج بنت داود ابن أبي حميدة فلما سئل عن جلوتها قال شعرا:
  أخبرنا وكيع قال حدّثني أحمد بن زهير قال حدّثنا مصعب الزّبيريّ قال:
  زوّج موسى شهوات بنت مولى لمعن بن عبد الرحمن بن عوف يقال له: داود بن أبي حميدة، فلما جليت(١) عليه قال داود: ما للجلوة؟ فأنشأ يقول:
  /
  تقول لي النساء غداة تجلى ... حميدة يا فتى للجلاء
  فقلت لهم سمرقند(٢) وبلخ(٣) ... وما بالصين من نعم(٤) وشاء(٥)
  أبوها حاتم إن سيل خيرا ... وليث كريهة عند اللقاء
  هجا أبا بكر بن عبد الرحمن حين حكم عليه ومدح سعيد بن سليمان:
  أخبرني وكيع قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا مصعب قال:
  قضى أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب على موسى شهوات بقضيّة، وكان خالد بن عبد الملك(٦) استقضاه في أيام هشام بن عبد الملك، فقال موسى يهجوه:
  وجدتك فهّا(٧) في القضاء مخلَّطا(٨) ... فقدتك من قاض ومن متأمّر
  / فدع عنك ما شيدته ذات رخة(٩) ... أذى الناس لا تحشرهم كلّ محشر
  ثم ولي القضاء سعيد بن سليمان بن زيد(١٠) بن ثابت الأنصاريّ، فقال يمدحه:
  من سرّه الحكم صرفا لا مزاج له ... من القضاة وعدل غير مغموز
  فليأت دار سعيد الخير إنّ بها ... أمضى على الحقّ من سيف ابن جرموز(١١)
(١) يقال: جليت العروس على زوجها جلوة (بتثليث الجيم) وجلاء (بكسر الجيم) إذا عرضت عليه مجلوّة، والجلوة (بالكسر): ما تعطاه العروس عند جلائها.
(٢) سمرقند: مدينة عظيمة وهي عاصمة الصغد مبنية جنوبي وادي الصغد، قيل: هي من أبنية ذي القرنين.
(٣) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان.
(٤) النعم: الإبل.
(٥) الشاء: الغنم.
(٦) هو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم ولي المدينة لهشام بن عبد الملك.
(٧) الفه: العييّ.
(٨) يقال: خلط في كلامه إذا هذى.
(٩) كذا في الأصول ولم نوفق إلى استجلاء ما غمض من معناه.
(١٠) كذا صححه الأستاذ الشيخ الشنقيطي على هامش نسخته، وفي الأصول: «يزيد» وهو تحريف.
(١١) هو عمرو بن جرموز قاتل الزبير بن العوّام ¥.