أخبار أبي نخيلة ونسبه
  خليفة اللَّه وأنا ذاكا ... أسند إلى محمد عصاكا
  فأحفظ الناس لها أدناكا ... وابنك ما استكفيته كفاكا
  وكلَّنا منتظر لذاكا ... لو قلت هاتوا قلت هاك هاكا
  المنصور يحذره عيسى بن موسى وعيسى يوكل به من يقتله:
  قال: فأنشدته إياها، فوصلني بألفي درهم، وقال لي: احذر عيسى بن موسى، فإني أخافه عليك أن يغتالك.
  قال المدائنيّ: وخلع أبو جعفر عيسى بن موسى، فبعث عيسى في طلب أبي نخيلة، فهرب منه، وخرج يريد خراسان، فبلغ عيسى خبره، فجرّد خلفه مولى له يقال له: قطريّ، معه عدّة من مواليه، وقال له: نفسك نفسك أن يفوتك أبو نخيلة، فخرج في طلبه مغذّا للسير، فلحقه في طريقه إلى خراسان، فقتله وسلخ وجهه.
  ونسخت من كتاب القاسم بن يوسف عن خالد بن حمل أنّ عليّ بن أبي نخيلة حدّثه أنّ المنصور أمر أبا نخيلة أن يهرب إلى خراسان، فأخذه قطريّ وكتفه فأضجعه، فلما وضع السكين على أوداجه قال: إيه يا بن اللخناء، ألست القائل:
  علقت معالقها وصر الجندب
  الآن صرّ جندبك. فقال: لعن اللَّه ذاك جندبا، ما كان أشأم ذكره! ثم ذبحه، / قطري، وسلخ وجهه، وألقى جسمه إلى النّسور، وأقسم لا يريم مكانه حتى تمزّق السباع والطيور لحمه، فأقام حتى لم يبق منه إلا عظامه، ثم انصرف.
  أبو الأبرش يشمت به لمهاجات كانت بينهما:
  أخبرنا جعفر بن قدامة قال: حدثنا أبو حاتم السجستانيّ قال: حدّثني الأصمعي عن سعيد بن سلم عن أبيه قال:
  قلت لأبي الأبرش: مات أبو نخيلة، قال: حتف أنفه؟ قلت: لا، بل لا، اغتيل فقتل. فقال: الحمد للَّه الَّذي قطع قلبه، وقبض روحه، وسفك دمه، وأراخى منه، وأحياني بعده.
  وكان أبو نخيلة يهاجي الأبرش، فغلبه أبو نخيلة.
  صوت
  ولقد دخلت على الفتا ... ة الخدر في اليوم المطير
  فدفعنها فتدافعت ... مشي القطاة على الغدير
  فلثمتها فتنفست ... كتنفس الظبي البهير(١)
  الشعر للمنخّل اليشكري، والغناء لإبراهيم، ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو وأحمد المكيّ.
  تم الجزء العشرون من كتاب الأغاني ويليه إن شاء اللَّه تعالى الجزء الحادي والعشرون وأوله: أخبار المنخّل ونسبه
(١) البهير: المنقطع النفس.