أخبار طويس ونسبه
  وأخبرني بهذه / القصة إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا العتبيّ عن أبيه بمثل هذه القصة عن أبان وطويس. وزاد فيها أنّ طويسا قال له: نذري أيّها الأمير! قال: وما نذرك؟ قال: نذرت إن رأيتك أميرا في هذه الدار أن أغنّي لك وأزدو بدفّي بين يديك. فقال له: أوف بنذرك؛ فإنّ اللَّه ø يقول: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}. قال: فأخرج يديه مخضوبتين، وأخرج دفّه وتغنّى:
  ما بال أهلك يا رباب
  وزاد فيه: فقال له أبان: يقولون: إنّك مشؤوم، قال: وفوق ذلك! قال: وما بلغ من شؤمك؟ قال: ولدت ليلة قبض النبيّ ﷺ، وفطمت ليلة مات أبو بكر ¥، واحتلمت ليلة قتل عمر رضوان اللَّه عليه، وزفّت إليّ أهلي ليلة قتل عثمان ¥. قال: فأخرج عنّي عليك الدّبار(١).
  أهدر دمه أمير المدينة مع المخنثين:
  أخبرني إسماعيل قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا محمد بن الوليد قال حدّثني مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة قال:
  / خرج يحيى(٢) بن الحكم وهو أمير على المدينة، فبصر بشخص بالسّبخة مما يلي مسجد الأحزاب، فلمّا نظر إلى يحيى بن الحكم جلس، فاستراب به، فوجّه أعوانه في طلبه؛ فأتي به كأنه امرأة في ثياب مصبّغة مصقولة وهو ممتشط مختضب. فقال له أعوانه: هذا ابن نغاش(٣) المخنّث. فقال له: ما أحسبك تقرأ من كتاب اللَّه ø شيئا، اقرأ أمّ القرآن. فقال: يا أبانا لو عرفت أمّهنّ عرفت البنات. فقال له: أتتهزّأ بالقرآن لا أمّ لك! وأمر به فضربت عنقه. وصاح في المخنّثين: من جاء بواحد منهم فله ثلاثمائة(٤) درهم. قال زرجون المخنّث: فخرجت بعد ذلك أريد العالية، فإذا بصوت دفّ أعجبني، فدنوت من الباب حتى فهمت نغمات قوم آنس بهم، ففتحته ودخلت، فإذا بطويس قائم في يده الدّفّ يتغنّى؛ فلمّا رآني قال لي: إيه يا زرجون! قتل يحيى بن الحكم ابن(٥) نغاش؟ قلت نعم. [قال](٦): وجعل(٧) في المخنّثين ثلاثمائة درهم؟ قلت نعم. فاندفع يغنّي:
  ما بال أهلك يا رباب ... خزرا كأنّهم غضاب
  إن زرت أهلك أوعدوا ... وتهرّ دونهم كلاب
  ثم قال لي: ويحك! أفما جعل فيّ زيادة ولا فضّلني عليهم في الجعل بفضلي [شيئا](٨).
(١) كذا في أكثر الأصول. وفي م: «الدمار» ومعناهما: الهلاك.
(٢) ساق المؤلف هذا الخبر في الجزء الثالث من هذا الكتاب (ص ٢٩ من هذه الطبعة) منسوبا لأخيه مروان، وكلاهما ولي المدينة.
(٣) في الخبر السابق بالجزء الثالث: «النغاشي».
(٤) في الخبر السابق: «عشرة دنانير».
(٥) في ب، س: «قال ابن نغاش» بزيادة «قال». ولا يستقيم معها السياق.
(٦) زيادة في ط، ء.
(٧) في ب، س: «أو جعل» بهمزة الاستفهام. على أن الاستفهام مفهوم من سياق الكلام.
(٨) زيادة عن م، س.