كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار طويس ونسبه

صفحة 409 - الجزء 4

  مالك بن أنس وحسين بن دحمان الأشقر:

  أخبرني محمد بن عمرو⁣(⁣١) العتّابيّ قال حدّثنا محمد بن خلف بن المرزبان - ولم أسمعه أنا من⁣(⁣٢) محمد بن خلف - قال حدّثني إسحاق بن محمد بن أبان الكوفيّ قال حدّثني حسين بن دحمان الأشقر قال:

  كنت بالمدينة، فخلا لي الطريق وسط النهار، فجعلت أتغنّى:

  ما بال أهلك يا رباب ... خزرا كأنّهم غضاب

  قال: فإذا خوخة⁣(⁣٣) قد فتحت، وإذا وجه قد بدا تتبعه لحية حمراء، فقال: يا فاسق أسأت التأدية، ومنعت القائلة، وأذعت الفاحشة؛ ثم اندفع يغنّيه، فظننت أنّ طويسا قد نشر بعينه⁣(⁣٤)؛ فقلت له: أصلحك اللَّه! من أين لك هذا الغناء؟ فقال: نشأت وأنا غلام حدث أتبع المغنّين وآخذ عنهم، فقالت لي أمّي: يا بنيّ إنّ المغنّي إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه؛ فإنه لا يضرّ معه قبح الوجه. فتركت المغنّين واتّبعت الفقهاء، فبلغ اللَّه بي ø ما ترى. فقلت له: فأعد جعلت فداءك! قال: لا ولا كرامة! أتريد أن تقول: أخذته / عن مالك بن أنس! وإذا هو مالك بن أنس ولم أعلم.

  صوت من المائة المختارة

  لمن ربع بذات الجي ... ش أمسى دارسا خلقا

  وقفت به أسائله ... ومرّت عيسهم حزقا⁣(⁣٥)

  علوا بك ظاهر البيدا ... ء والمحزون قد قلقا

  حديث النبي عن انخساف الأرض بجيش يغزو الكعبة:

  - ذات الجيش: موضع. ذكر النبيّ أنّ جيشا يغزو الكعبة، فيخسف بهم إلَّا رجلا واحدا يقلب وجهه إلى قفاه، فيرجع إلى قومه كذلك، فيخبرهم الخبر. حدّثني بهذا الحديث أحمد بن محمد الجعديّ قال حدّثنا محمد بن بكَّار قال حدّثنا إسماعيل بن زكريّا عن محمد بن سوقة قال سمعت نافع بن⁣(⁣٦) جبير بن مطعم يقول حدّثتني عائشة قالت:

  قال رسول اللَّه : «يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم». قالت


(١) كذا في ط، ء. وفي ح: «محمد بن عمرو العباسي القرشي». وفي ب، س: «محمد بن عمر العباسيّ القرشي». وفي م: «محمد بن العمرو الغنائي القرشي». وقد بحثنا عنه في «إنباه الرواة» للقفطي و «معجم الأدباء» لياقوت و «تاريخ ابن خلكان» و «نزهة الألباء» لابن الأنباري و «بغية الوعاة» للسيوطي و «تهذيب التهذيب» لابن حجر العسقلاني، فلم نجده حتى نرجح إحدى هذه الروايات.

(٢) هذه الجملة المعترضة ساقطة منء، ط.

(٣) الخوخة: البويب، أو الباب الصغير في الباب الكبير.

(٤) كذا في ح، س، م. وفي باقي الأصول: «يغنيه» بصيغة الفعل المضارع.

(٥) حزقا: جماعات، واحده حزقة.

(٦) كذا في أكثر الأصول، وهو الموافق لما في الطبري و «تهذيب التهذيب». وفيء، ط: «نافع بن حسن بن معظم» وهو تحريف.