كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الأحوص وأخباره ونسبه

صفحة 415 - الجزء 4

  شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي! قال يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحبّ أحدا كحبّ أصحاب محمد محمدا! ثم قتله نسطاس.

  نزول عبد اللَّه وأبي أحمد ابني جحش من المهاجرين على عاصم بن ثابت:

  أخبرني أحمد بن الجعد قال حدّثنا محمد بن إسحاق⁣(⁣١) المسيّبيّ قال حدّثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب⁣(⁣٢) قال:

  / نزل عبد اللَّه⁣(⁣٣) وأبو أحمد ابنا جحش، حين قدما مهاجرين، على عاصم بن ثابت، وكنيته أبو سليمان.

  شعر لعاصم بن ثابت وكنيته:

  وقال عاصم:

  /

  أبو سفيان⁣(⁣٤) وريش المقعد ... ومجنأ من جلد ثور أجرد

  وذكر لنا الحرميّ بن أبي العلاء عن الزّبير أنّ عاصما، فيما قيل، كان يكنى أبا سفيان. قال: وقال في يوم الرّجيع:

  أنا أبو سفيان⁣(⁣٥) مثلي راما ... أضرب كبش العارض⁣(⁣٦) القدّاما

  كنية الأحوص واسم أمه وبعض صفاته:

  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا إسماعيل بن⁣(⁣٧) عبد اللَّه عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمّه قال:


(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «محمد بن القاسم». والذي في «تهذيب التهذيب» أن الذي روى عن محمد بن فليح هو محمد بن إسحاق المسيبي.

(٢) كذا في أكثر الأصول. وفي ط، ء: «أبي شهاب»، وهو تحريف. وفي «تهذيب التهذيب» أن ابن شهاب اسمه محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الزهري، وهو الذي يروي عنه موسى بن عقبة.

(٣) هو عبد اللَّه بن جحش بن رباب بن يعمر أبو محمد الأسدي. وأمه أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه ، وهو وأخوه أبو أحمد صحابيان، وأختهما زينب بنت جحش زوج النبيّ . (انظر «أسد الغابة في معرفة الصحابة» ج ٣ ص ١٣١ طبع بلاق).

(٤) كذا في ح، وهو الموافق لما في «سيرة ابن هشام» (ص ٦٣٨ طبع أوروبا). وفي م:

أبو سليمان وصنع المقعد ... ومجنأ من جلد ثور أجلد

وفي سائر الأصول: «أبو سليمان وضيع المقعد». والمقعد: فرخ النسر، وريشه أجود الريش، وقيل: المقعد: النسر الذي قشب له (خلط له السم في اللحم) حتى صيد فأخذ ريشه. وقيل: المقعد: اسم رجل كان يريش السهام والمجنأ: الترس الذي لا حديد به.

يريد: أنا أبو سليمان ومعي سهام راشها المقعد، وترس من جلد قوي، فما عذري إذا لم أقاتل.

(٥) في «السيرة»:

أبو سليمان ومثلي راما ... وكان قومي معشرا كراما

ولم يذكر في «السيرة» أن عاصما تكنّى بأبي سفيان.

(٦) في ب، س: «العارضي» تحريف. والكبش: الرئيس. والعارض: الجيش تشبيها له بالسرب العظيم من الجراد في انتشاره، أو بالسحاب. والقدّام (بفتح القاف وضمها مع تشديد الدال) والقدّيم (بكسر القاف): السيد ومن يتقدّم الناس بالشرف.

(٧) كذا فيء، ط، م، وهو الصواب؛ لأن الذي روى عن إسماعيل بن إبراهيم هو إسماعيل بن عبد اللَّه كما في «الطبقات» لابن سعد (ج ٥ ص ٣١٠) «وتهذيب التهذيب» (ج ١ ص ٢٧٢). وفي سائر الأصول: «عن عبد اللَّه» تحريف.