كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الأحوص وأخباره ونسبه

صفحة 420 - الجزء 4

  / أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز عن يوسف بن الماجشون⁣(⁣١): أنّ الأحوص قال لابن حزم:

  لعمري لقد أجرى ابن حزم بن فرتنى ... إلى غاية فيها السّمام المثمّل⁣(⁣٢)

  وقد قلت مهلا آل حزم بن فرتنى ... ففي ظلمنا صاب⁣(⁣٣) ممرّ وحنظل

  وهي طويلة. وقال أيضا:

  أهوى أميّة إنّ شطَّت وإن قربت ... يوما وأهدي لها نصحي وأشعاري

  ولو وردت عليها الفيض⁣(⁣٤) ما حفلت ... ولا شفت⁣(⁣٥) عطشي من مائه الجاري

  لا تأوينّ⁣(⁣٦) لحزميّ رأيت به ... ضرّا ولو طرح⁣(⁣٧) الحزميّ في النّار

  الناخسين⁣(⁣٨) بمروان بذي خشب ... والنفحمين على عثمان في الدّار

  دفع عنه بنو زريق فمدحهم:

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني جماعة من مشايخ الأنصار:

  أنّ ابن حزم لمّا جلد الأحوص [و]⁣(⁣٩) وقفه على البلس يضربه، جاءه بنو زريق⁣(⁣١٠) فدفعوا عنه، واحتملوه من أعلى البلس. فقال في ذلك - قال ابن الزبير: أنشدنيه عبد الملك بن الماجشون عن يوسف بن أبي سلمة الماجشون -:

  إمّا تصبني المنايا وهي لاحقة ... وكلّ جنب له قد حمّ مضطجع

  فقد جزيت بني حزم بظلمهم ... وقد جزيت زريقا بالَّذي صنعوا


(١) الماجشون ذكره «القاموس» (في مادّة مجش) بضم الجيم. وقال شارحه: «ويكسر الجيم ويفتح فهو إذا مثلث». ثم نقل عن حاشية المواهب اللدنية أنه «بكسر الجيم وضم الشين». وقال: «وعلى كسر الجيم وضم الشين اقتصر النووي | في» شرح مسلم «والحافظ ابن حجر في» التقريب. واقتصر السمعاني في» الأنساب «أيضا على كسر الجيم. وهو معرّب ماه كون. ومعناه الورد، أو الأبيض المشرب بحمرة، أو لون القمر.

(٢) المثمل: السم المقوّي بالسّلع وهو شجر مرّ. وقال ابن سيده: وسم مثمّل: طال إنقاعه وبقي. وقال الأزهري: ونرى أنه الذي أنقع فبقي وثبت.

(٣) الصاب: عصارة شجر مرّ، وقيل: هو شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة اللبن، وربما نزت منه نزية (قطرة) فتقع في العين كأنها شهاب نار، وربما أضعف البصر. وممرّ، من أمرّ الشيء فهو ممرّ إذا كان مرّا.

(٤) الفيض: نهر بالبصرة.

(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «سقت».

(٦) أوى لفلان: رحمه ورق له. والرواية فيما تقدّم (ج ١ ص ٢٦ من هذه الطبعة) «لا ترثين» كما في ح هنا.

(٧) في ب، س: «ولو ألقي». وفي الجزء الأوّل: «ولو سقط».

(٨) الناخسين بمروان، يريد الطاردين لمروان والمزعجين له؛ يقال: نخسوا بفلان إذا نخسوا دابته من خلفه وطردوه حتى سيروه في البلاد. وتفسير «ذي خشب» وقصة طرد مروان مذكوران في الجزء الأوّل (ص ٢٣ وما بعدها من هذه الطبعة).

(٩) التكملة عن م.

(١٠) بنو زريق: خلق من الأنصار، وهم بنو زريق بن عامر بن زريق الخزرجيّ، إليه يرجع كل زرقي ما خلا زريق بن ثعلبة طيء. (انظر «القاموس» و «شرحه» مادة زرق).