ذكر طريح وأخباره ونسبه
  ٤٩ - ذكر ابن مشعب(١) وأخباره
  ابن مشعب وأصله:
  هو رجل من أهل الطائف مولى لثقيف، وقيل: إنّه من أنفسهم، وانتقل إلى مكة فكان بها. وإيّاه يعني العرجي بقوله:
  بفناء بيتك وابن مشعب حاضر ... في سامر عطر وليل مقمر
  فتلازما عند الفراق صبابة ... أخذ الغريم بفضل ثوب المعسر
  كان عامة الغنّاء الذي ينسب إلى أهل مكة له:
  أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال:
  ابن مشعب مغنّ من أهل الطائف، وكان من أحسن الناس غناء، وكان في زمن ابن سريج والأعرج؛ وعامّة الغناء الذي ينسب إلى أهل مكة له، وقد تفرّق غناؤه، فنسب بعضه إلى ابن سريج، وبعضه إلى الهذليّين، / وبعضه إلى ابن محرز. قال: ومن غنائه الذي ينسب إلى ابن محرز:
  يا دار عاتكة الَّتي بالأزهر
  ومنه أيضا:
  أقفر ممن يحلَّه السّند(٢) ... فالمنحنى(٣) فالعقيق فالجمد(٤)
  انتهى مريض أن يغني في شعر العرجي الذي ورد فيه اسمه:
  أخبرني الحسين قال قال حمّاد وحدّثني أبي قال:
  مرض رجل من أهل المدينة بالشأم، فعاده جيرانه وقالوا له: ما تشتهي؟ قال: أشتهي إنسانا يضع فمه على أذني ويغنّيني في بيتي العرجيّ:
  /
  بفناء بيتك وابن مشعب حاضر ... في سامر عطر وليل مقمر
(١) نلاحظ أن صاحب «الأغاني» أفحم ترجمة ابن مشعب هذا في وسط ترجمة طريح. ولما يتحدث عنه إلا قليلا، ثم عاد إلى حديثه عن طريح.
(٢) في «معجم ما استعجم» للبكري: سند: ماء تهامة معروف. وقال أبو بكر: سند (بفتحتين): ماء معروف لبني سعد.
(٣) المنحنى: موضع قرب مكة، كما في شرح «القاموس».
(٤) الجمد (بضمتين): جبل لبني نصر بنجد، كما في «معجم ياقوت».