كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر من قتل أبو العباس السفاح من بني أمية

صفحة 498 - الجزء 4

  فقام المأمون فركب وانصرف الناس، وغضب على علَّويه عشرين يوما؛ فكلَّمه فيه عبّاس أخو بحر؛ فرضي عنه، ووصله بعشرين ألف درهم.

  صوت من المائة المختارة

  مهاة لو أنّ الذّرّ تمشي ضعافه ... على متنها بضّت مدارجه دما⁣(⁣١)

  فقلن لها قومي فديناك فاركبي ... فأومت بلالا غير أن تتكلَّما⁣(⁣٢)

  عروضه من الطويل. بضّت: سالت. يقول: لو مشى الذرّ على جلدها لجرى منه الدّم من رقّته. وروى الأصمعيّ:

  منعّمة لو يصبح الذّرّ ساريا ... على متنها بضّت مدارجه دما

  الشعر لحميد بن ثور الهلاليّ. والغناء في اللحن المختار لفليح بن أبي العوراء، ولحنه من الثقيل الأوّل بالوسطى. وذكر عمرو بن بانة أنّ لحن فليح من خفيف الثقيل الأوّل بالوسطى، وأنّ الثقيل الأوّل للهذليّ.

  / ومما يغنّى فيه من هذه القصيدة:

  صوت

  إذا شئت غنّتني بأجزاع⁣(⁣٣) بيشة ... أو النّخل من تثليث⁣(⁣٤) أو من يلملما⁣(⁣٥)


(١) رواية «عيون الأخبار» (ج ٤ ص ١٤٣ طبع دار الكتب المصرية):

على جلدها نضّت مدارجه دما

ونضّت بالنون أيضا: سالت.

(٢) روارية «عيون الأخبار»:

فأومت بلالا غير ما أن تكلما

(٣) كذا في ح، م. وفي سائر الأصول: «بأجراع» بالراء المهملة. وقد تقدّم تفسيرهما في الحاشية رقم ٢ ص ٢٧٨ من هذا الجزء.

وبيشة: اسم قرية غنّاء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن.

(٤) تثليث (بكسر اللام وياء ساكنة وثاء أخرى مثلثة): موضع بالحجاز قرب مكة.

(٥) كذا بالأصول. ويلملم ويقال فيه: ألملم ويرمرم: ميقات أهل اليمن، وهو جبل على مرحلتين من مكة، وفيه مسجد معاذ بن جبل.

وورد هذا البيت في «معجم البلدان» لياقوت (ج ١ ص ٤٨٧) هكذا:

إن شئت غنتني بأجزاع بيشة ... وبالرّزن من تثليث أو من بمببما

وقال: بمببم بفتحتين بوزن غشمشم: موضع أو جبل. ولم تجتمع الباء والميم في كلمة اجتماعهما في هذه الكلمة. ورواه بعضهم يبمبم. وفي «معجم ما استعجم» (ص ٨٥٠):

«إذا شئت ... ... ..... يبنبما «

ويبنبم (بفتح أوّله وثانيه بعده نون وباء أخرى): واد شجير قبل تثليث.

وقد ورد هذا البيت في «الكامل» للمبرد (ص ٥٠٣ طبع أوروبا) كما هنا، وأشير في هامشه إلى عدّة روايات في هذا الاسم تقرب في الرسم من هذه الروايات التي ذكرناها.