كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار يونس الكاتب

صفحة 530 - الجزء 4

  صوت

  هذا مقام مطرّد ... هدمت منازله ودوره

  رقّى⁣(⁣١) عليه عداته ... ظلما فعاقبه أميره

  - الغناء لابن عائشة رمل بالوسطى، والشعر لعبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطَّاب، وقيل: إنّه لعبد اللَّه بن أبي كثير مولى بني مخزوم - قال: فو اللَّه ما قضى صوته حتّى ما بقيت امرأة منهنّ إلَّا جلست تحت القصر الذي هو عليه وتفرّق عامّة أصحابهم. فقال يونس وأصحابه: هذا عمل ابن عائشة وحسده.

  صاحب الشعر الذي تغنى به ابن عائشة وسبب قوله:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو غسّان محمد بن يحيى عن أبيه قال:

  تزوّج عبد اللَّه بن أبي كثير مولى بني مخزوم بالعراق في ولاية مصعب بن الزّبير امرأة من بني عبد بن⁣(⁣٢) بغيض بن عامر بن لؤيّ، ففرّق مصعب بينهما. فخرج حتّى قدم على عبد اللَّه بن الزّبير بمكة فقال:

  /

  هذا مقام مطرد ... هدمت منازله ودوره

  رقّت عليه عداته ... كذبا فعاقبه أميره

  في أن شربت بجمّ ما ... ء كان حلَّا لي غديره

  فلقد قطعت الخرق⁣(⁣٣) بع ... د الخرق معتسفا⁣(⁣٤) أسيره

  حتّى أتيت خليفة الرّحمن ممهودا سريره

  حيّيته بتحيّة ... في مجلس حضرت⁣(⁣٥) صقوره

  فكتب عبد اللَّه إلى مصعب: أن أردد عليه امرأته؛ فإنّي لا أحرّم ما أحلّ اللَّه ø؛ فردّها عليه. هذه رواية عمر بن شبّة.

  وأخبرني الحسن بن عليّ عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن المدائنيّ عن سحيم بن حفص: أنّ المتزوّج بهذه المرأة عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطَّاب، وأنّ المفرّق. بينهما الحارث بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة الذي يقال له القباع⁣(⁣٦)؛ وذكر باقي الخبر مثل الأوّل.


(١) رقى عليه عداته: تقوّلوا عليه ما لم يقل. قال في «القاموس»: ورقّى عليه كلاما ترقية: رفع. وفي «اللسان» «ونهاية ابن الأثير»:

... وفي حديث استراق السمع: ولكنهم يرقّون فيه أي يتزيدون؛ يقال: رقّى فلان عليّ الباطل؛ إذا تقوّل ما لم يكن وزاد فيه».

(٢) كذا في أكثر الأصول. وبغيض بن عامر كان شريفا، وهو الذي نقل الحطيئة إلى جواره من جوار الزبرقان. وأدرك بغيض الإسلام ووفد إلى النبيّ فسماه حبيبا. وفي م: «من عبد بغيض». وفي ح: «من بني عبد الغيض».

(٣) الخرق: القفر.

(٤) معتسفا: خابطا الطريق على غير هداية ولا دراية. وفي م: «منقطعا أسيره».

(٥) كذا في أكثر الأصول. وفي ب، س: «حصرت» بالصاد المهملة.

(٦) كان الحارث بن عبد اللَّه أميرا على البصرة، ولقبه أهلها القباع؛ وذلك أنه مر بقوم يكيلون بقفيز فقال: إن قفيزكم لقباع. أي كبير =