4 - ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات ونسبه وأخباره
  وحرمه عطاءه؛ فأمره عبد اللَّه أن يقدّر لنفسه ما يكفيه أيام حياته ففعل ذلك، فأعطاه عبد اللَّه ما سأل وعوّضه من عطائه أكثر منه؛ ثم جاءت عبد اللَّه صلة من عبد الملك وابن قيس غائب، فأمر عبد اللَّه خازنه فخبأ له صلته، فلما قدم دفعها إليه؛ وأعطاه جارية حسناء؛ فقال ابن قيس:
  إذا زرت عبد اللَّه نفسي فداؤه ... رجعت بفضل من نداه ونائل
  وإن غبت عنه كان للودّ حافظا ... ولم يك عنّي في المغيب بغافل
  / تداركني عبد الإله وقد بدت ... لذي الحقد والشّنآن منّي مقاتلي
  فأنقذني من غمرة الموت بعد ما ... رأيت حياض الموت جمّ المناهل
  حباني لمّا جئته بعطيّة ... وجارية حسناء ذات خلاخل
  نسبة ما في هذه الأخبار من الأغاني
  منها:
  صوت
  عاد له من كثيرة الطَّرب ... فعينه بالدموع تنسكب
  كوفيّة نازح محلَّتها ... لا أمم دارها ولا صقب
  واللَّه ما إن صبت إليّ ولا ... يعرف بيني وبينها سبب
  إلا الذي أورثت كثيرة في ال ... قلب وللحبّ سورة عجب
  عروضه من المنسرح، غنّاه معبد ثقيلا أوّل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى. قوله: «لا أمم دارها» يعني أنها ليست بقريبة. ويقال: ما كلَّفتني أمما من الأمر فأفعله: أي قريبا من الإمكان؛ ويقال: إن فلانا لأمم من أن يكون فعل كذا وكذا. قال الشاعر:
  أطرقته أسماء أم حلما ... بل لم تكن من رحالنا أمما(١)
  أي قريبة. وقال الراجز:
  كلَّفها عمرو نقال الضّبعان(٢) ... ما كلَّفت من أمم ولا دان
  / وقال آخر:
(١) هذا البيت من المنسرح، وقد دخل على التفعيلة الأولى منه الخبل، وهو حذف الثاني والرابع الساكنين، وروايته في ط، ء:
أطرقته أسماء أم حلما ... بل لم تكن من رحلنا أمما
وعلى هذه الرواية يكون من الكامل. ولم نعثر عليه في مصدر آخر حتى نستطيع ترجيح إحدى الروايتين.
(٢) كذا في ط، ء. وفي ب، س: «ثقال الضبعان» وفي ح، م: «ثقال الصنعان». ونحن لم نوفق إلى صاحب هذا الرجز ولا ما قيل فيه حتى نتبين وجه الصواب فيه أو المراد منه. على أنه لا يبعد أن يكون هذا البيت في ناقة أو فرس، وتكليفها تقال الضبعان مسايرتها له ومناقلتها إياه. والضبعان (بالكسر): ذكر الضبع.