5 - ذكر مالك بن أبي السمح وأخباره ونسبه
  ليحسّنوا أمرهم بذلك!؛ قال ابن عائشة: فما رأيت منه عقلا قطَّ قبل ذلك اليوم.
  لما كبر كان يعلم ابنه الغناء:
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال قال الزبير بن بكار حدّثتني ظبية قالت: رأيت مالك بن أبي السّمح وهو على منامته يلقى على ابنه وقد كبر وانقطع:
  صوت
  اعتاد هذا القلب بلباله(١) ... إذ قرّبت للبين أجماله
  خود(٢) إذا قامت إلى خدرها ... قامت قطوف(٣) المشي مكساله
  تفترّ(٤) عن ذي أشر بارد ... عذب إذا ما ذيق سلساله
  الشعر لعمر بن أبي ربيعة، ولمالك بن أبي السّمح فيه ثلاثة ألحان: خفيف ثقيل(٥) مطلق / في مجرى الوسطى، وثقيل أوّل بالوسطى مجراها جميعا عن إسحاق، وخفيف(٦) رمل بالوسطى عن عمرو بن بانة، وقيل: إنه لابن سريج، وفيه رمل ينسب إلى ابن جامع وابن سريج.
  شعر في رثائه:
  أخبرني وكيع قال حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال قال أبو عبيدة: سمعت منشدا ينشد لنفسه يرثي مالكا بهذه القصيدة:
  يا مال إني قضت نفسي عليك وما ... بيني وبينك من قربى ولا رحم
  إلا الذي لك في قلبي خصصت به ... من المودّة في ستر وفي كرم
  قال إسحاق قال أبو عبيدة: هو مالك بن أبي السمح. [انقضت(٧) أخباره].
  صوت من المائة المختارة
  من رواية هارون بن الحسن بن سهل وابن المكَّيّ وأبي العبيس ومن روى جحظة عنه:
  فإلَّا تجلَّلها(٨) يعالوك فوقها ... وكيف توقّى ظهر ما أنت راكبه
(١) البلبال (بفتح الباء): شدة الهم والوسواس.
(٢) الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق.
(٣) قطوف المشي: ضيقة الخطى بطيئة المشي.
(٤) تفتر: تبسم. والأشر (بضمتين وبضم ففتح): حدّة ورقة في أطراف الأسنان.
(٥) في ح: «خفيف أوّل مطلق ... إلخ».
(٦) في ط، ء، م: «خفيف ثقيل بالوسطى ... إلخ».
(٧) زيادة عن م.
(٨) تجلل الرجل البعير: علا ظهره. وعالي فلان الشيء: رفعه.