8 - نسب إبراهيم الموصلي وأخباره
٧ - نسب إبراهيم الموصليّ وأخباره
  نسب إبراهيم الموصليّ ونشأته:
  هو - فيما أخبرنا به يحيى بن عليّ بن يحيى المنجّم عن حمّاد عن أبيه، وأخبرني به عبد اللَّه بن الرّبيع عن وسواسة، وهو أحمد(١) بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الموصليّ عن أبيه عن جدّه وعن حمّاد عن أبيه - إبراهيم بن ميمون أو ابن ماهان بن بهمن(٢) بن نسك، وكان سبب نسبه إلى ميمون أنه كتب إلى صديق له فعنون كتابه: من إبراهيم بن ماهان؛ فقال له بعض فتيان الكوفة: أما تستحي من هذا الاسم! فقال: هو اسم أبي؛ فقال:
  غيّره؛ فقال: وكيف أغير! فأخذ الكتاب فمحا ماهان وكتب ميمون، فبقي إبراهيم بن ميمون.
  قال إسحاق عن أبيه: وأصلنا من فارس، ولنا بيت شريف في العجم، وكان جدّنا ميمون هرب من جور بعض عمّال بني / أميّة، فنزل بالكوفة في بني عبد اللَّه بن دارم، فكان بين إبراهيم وبين ولد نضلة بن نعيم رضاع. وأمّ إبراهيم امرأة من بنات الدّهاقين(٣) الذين هربوا من فارس لما هرب ميمون أبو إبراهيم، فنزلوا جميعا بالكوفة في بني عبد اللَّه بن دارم، فتزوّجها ماهان(٤) بالكوفة فولدت إبراهيم ومات / في الطاعون(٥) الجارف، وخلَّف إبراهيم طفلا.
  وكان مولد إبراهيم سنة خمس وعشرين ومائة بالكوفة، وتوفّي ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة.
  مات أبوه وهو صغير فكفله آل خزيمة بن خازم:
  قال أحمد(٦) بن أحمد بن إسماعيل وسواسة في خبره: ومات ماهان وخلَّف إبراهيم طفلا، فكفله آل خزيمة بن خازم.
(١) كذا ورد هذا الاسم في جميع النسخ هنا وسيرد فيما سيأتي في الصفحة التالية مضطربا فقد ورد في ب، س: «أحمد بن أحمد بن إسماعيل» وفي ط: «محمد بن أحمد بن إسماعيل» وفي ح: «أحمد بن إسماعيل وسوامة» وفي م: «محمد بن إسماعيل وسوامة».
(٢) في م: «بهتر».
(٣) الدهاقين: جمع دهقان، وهو زعيم فلاحي العجم، وقيل: رئيس الإقليم.
(٤) هو الذي يعرف بميمون كما تقدّم.
(٥) المعروف في كتب التاريخ أن الطاعون الجارف وقع بالبصرة في سنة تسع وستين هجرية، وهو سابع طاعون في الإسلام، فإن الأوّل كان على عهد النبيّ ﷺ، والثاني طاعون عمواس في عهد عمر ¥، والثالث بالكوفة في زمن أبي موسى الأشعري، والرابع بالكوفة أيضا في زمن المغيرة بن شعبة، والخامس الطاعون الذي مات فيه زياد، ثم الطاعون بمصر في سنة ست وستين، ثم الطاعون الجارف في سنة تسع وستين، والطاعون الثامن بالشأم في سنة تسع وسبعين، ثم الطاعون التاسع وهو طاعون القينات في سنة ست وثمانين، وسمي بذلك لأنه بدأ في النساء وكان بالشأم وواسط والبصرة، ثم طاعون غراب بالشأم في سنة سبع وعشرين ومائة (انظر «النجوم الزاهرة» ج ١ ص ١٤٠، ١٩٩، ٢٠٩، ٢١٢، ٣٠٤ طبع دار الكتب المصرية). ولعل المؤلف يريد بالجارف وصف طاعون وقع بالكوفة بعد سنة خمس وعشرين ومائة (التي ولد فيها إبراهيم الموصلي) بسنتين أو ثلاث.
(٦) انظر الحاشية رقم ١ في الصفحة السابقة من هذا الجزء.