8 - نسب إبراهيم الموصلي وأخباره
  يبلغ من صناعته، وكان جدّك كرجل مفوّه، إن خطب أجزل، وإن كتب رسالة أحسن، وإن قال شعرا أحسن، ولم يكن فيهم مثله.
  هو أوّل من علم الجواري الحسان الغناء وشعر أبي عيينة في ذلك:
  أخبرني الحسين بن يحيى قال حدّثنا حمّاد عن أبيه، وأخبرني عليّ بن عبد العزيز عن ابن خرداذبه، وأخبرني إسماعيل بن يونس عن عمر بن شبّة جميعا عن إسحاق قال:
  لم يكن الناس يعلَّمون الجارية الحسناء الغناء، وإنما كانوا يعلَّمونه الصّفر والسّود؛ وأوّل من علَّم الجواري المثمّنات أبي، فإنه بلغ بالقيان كلّ مبلغ، ورفع من أقدارهنّ. وفيه يقول أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة المهلَّبيّ وقد كان هوي جارية يقال لها أمان فأغلى بها مولاها السّوم، وجعل يردّدها إلى إبراهيم وإسحاق ابنة فتأخذ عنهما، فكلما زادت في الغناء زاد في سومه، فقال أبو عيينة:
  قلت لمّا رأيت مولى أمان ... قد طغى سومه بها طغيانا
  لا جزى اللَّه الموصليّ أبا إس ... حاق عنّا خيرا ولا إحسانا
  جاءنا مرسلا بوحي من الشّي ... طان أغلى به علينا القيانا
  من غناء كأنه سكرات ال ... حبّ يصبي القلوب والآذانا
  شعر ابن سيابة فيه:
  وقال فيه ابن سيابة(١):
  صوت
  ما لإبراهيم في العل ... م بهذا الشأن ثاني
  إنما عمر أبي إس ... حاق زين للزمان
  / جنّة الدّنيا أبو إس ... حاق في كلّ مكان ضفإذا غنّى أبو إسحا
  ق أجابته المثاني(٢) ... منه يجنى ثمر الله ... ووريحان الجنان
  لإبراهيم في هذا الشعر لحنان: خفيف ثقيل بالبنصر، وخفيف رمل بالوسطى عن عمرو والهشاميّ.
  شعر أبي العتاهية فيه وهو محبوس:
  أخبرني عمّي عن أحمد بن أبي طاهر عن أبي دعامة(٣) قال:
(١) هو إبراهيم بن سيابة مولى بني هاشم، وله ترجمة في الجزء الحادي عشر من «الأغاني» طبع بولاق.
(٢) سهل الهمز في «إسحاق» لضرورة الشعر.
(٣) هو علي بن يزيد أبو دعامة، وقد مر في الجزء الرابع من هذا الكتاب ص ٨ طبع دار الكتب المصرية.