كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

8 - نسب إبراهيم الموصلي وأخباره

صفحة 125 - الجزء 5

  فضرب بيده إلى جيب⁣(⁣١) درّاعته فحطَّها ذراعا، ثم قال: أحسنت واللَّه! زدني، فغنّيت:

  فيا حبّها زدني جوّى كلّ ليلة ... ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر

  / فضرب بيده إلى درّاعته فحطَّها ذراعا آخر أو نحوه، وقال: زدني ويلك! أحسنت واللَّه، ووجب حكمك يا إبراهيم؛ فغنّيت:

  هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى ... وزرتك حتى قيل ليس له صبر

  فرفع صوته وقال: أحسنت، للَّه⁣(⁣٢) أبوك! هات ما تريد؛ قلت: يا سيّدي، عين مروان بالمدينة؛ فدارت عيناه في رأسه حتى صارتا كأنهما جمرتان، وقال: يا بن اللَّخناء أردت أن تشهرني بهذا المجلس فيقول الناس: أطربه فحكَّمه، فتجعلني سمرا وحديثا! يا إبراهيم الحرّاني: خذ بيد هذا الجاهل إذا قمت، فأدخله في بيت مال الخاصّة، فإن أخذ كلّ ما فيه فخلَّه وإيّاه؛ فدخلت فأخذت خمسين ألف دينار.

  نسبة هذا الصوت

  صوت

  عجبت لسعي الدّهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

  فيا حبّها زدني جوى كلّ ليلة ... ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر

  ويا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما ليس يبلغه الهجر

  وإني لتعروني لذكراك هزّة ... كما انتفض العصفور بلَّله القطر

  هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى ... وزرتك حتى قيل ليس له صبر

  أما والذي أبكي وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره أمر

  لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذّعر⁣(⁣٣)

  - الشعر لأبي صخر الهذليّ. والغناء لمعبد، وأوّل لحنه «ويا هجر ليلى» وبعده الثاني ثم الأوّل من الأبيات ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو. ولابن سريج في السادس / والسابع والرابع والخامس ثقيل أوّل عن الهشاميّ.

  ولعريب في السادس والسابع / والرابع والخامس ثقيل أوّل أيضا، وللواثق فيها رمل، وهو مما صنعه الواثق قبلها فعارضته بلحنها. وقد نسب قوم لحن معبد إلى ابن سريج ولحن ابن سريج إلى معبد.

  اشترى جارية لجعفر بن يحيى فاستكثر ثمنها فأجابه:

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

  اشترى جدّك إبراهيم لجعفر بن يحيى جارية مغنّية بمال عظيم، فقال جعفر: أيّ شيء تحسن هذه الجارية


الثاني وما فيه من تشبيه. وفي جميع الأصول: «فترة». والفترة: الضعف.

(١) الدراعة: جبة مشقوقة المقدم. وجيبها: طوقها.

(٢) في ح: «للَّه درك».

(٣) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «النفر».