11 - أخبار إسحاق بن إبراهيم
  /
  سريع إلى إخوانه برضائه ... وعن كلّ ما ساء(١) الأخلَّاء صارف
  أرى الناس كالنّسناس(٢) لم يبق منهم ... خلافك إلا حشوة(٣) وزعانف
  أخبرنا يحيى بن عليّ قال: أنشدني أبو أيّوب لأحمد بن إبراهيم يرثي إسحاق في قصيدة له:
  لقد طاب الحمام غداة ألوى ... بنفس أبي محمد الحمام
  فلو قبل الفداء إذا فدته ... ملوك كان يألفها كرام
  فلا تبعد فكلّ فتى سيثوى ... عليه التّرب يحثى والرّجام(٤)
  قال وقال أيضا يرثيه:
  للَّه أيّ فتى إلى دار البلى ... حمل الرجال ضحى على الأعواد
  كم من كريم ما تجفّ دموعه ... من حاضر يبكي عليه وباد
  أمسى يؤبّنه ويعرف فضله ... من كان يثلبه من الحسّاد
  فسقتك يا بن الموصليّ روائح ... تروى صداك بصوبها وغواد
  وقد بقيت من أخبار إسحاق بقايا مثل أخباره مع بني هاشم، وأخباره مع إبراهيم بن المهديّ وغيرها، فإنها كثيرة، ولها مواضع ذكرت فيها وحسن ذكرها هنالك، فأخّرتها لذلك عن أخباره التي ذكرت هاهنا، حسبما شرطنا في أوّل الكتاب.
  ومما في المائة المختارة من صنعة إسحاق بن إبراهيم
  صوت
  ألا قاتل اللَّه اللَّوى من محلَّة ... وقاتل دنيانا بها كيف ذلَّت
  غنينا زمانا باللَّوى ثم أصبحت ... عراص اللَّوى من أهلها قد تخلَّت
  عروضه من الطويل. الشعر للصّمّة القشيريّ، والغناء لإسحاق، ولحنه المختار ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها.
  انتهى الجزء الخامس من كتاب الأغاني ويليه الجزء السادس وأوّله أخبار الصّمّة القشيريّ ونسبه
(١) في أ، ح، ء: «نال».
(٢) النسناس: خلق في صورة الناس، مشتق منه لضعف خلقهم. وذكر ابن منظور صاحب «لسان العرب» معاني أخرى في مادة «نسس» فانظرها.
(٣) يقال: هو من حشوة بني فلان، أي من رذالهم.
(٤) الرجام: الحجارة التي تجمع على القبور.