كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الصمة القشيري ونسبه

صفحة 292 - الجزء 6

  غطيف بن حبيب بن قرّة بن هبيرة؛ فخطبها إلى أبيها فأبى أن يزوّجه إياها؛ وخطبها عامر بن بشر بن أبي براء بن مالك بن ملاعب⁣(⁣١) الأسنّة بن جعفر بن كلاب، فزوّجه إياها. وكان عامر قصيرا قبيحا؛ فقال الصّمّة بن عبد اللَّه في ذلك:

  فإن تنكحوها عامرا لاطَّلاعكم ... إليه يدهدهكم⁣(⁣٢) برجليه عامر

  شبّهه بالجعل الذي يدهده البعرة برجليه.

  قال: فلما بنى بها زوجها، وجد الصّمّة بها وجدا شديدا وحزن عليها؛ فزوّجه أهله امرأة منهم يقال لها جبرة بنت وحشيّ بن الطَّفيل بن قرّة بن هبيرة؛ فأقام عليها مقاما يسيرا، ثم رحل إلى الشأم غضبا على قومه، وخلَّف امرأته فيهم، وقال لها:

  كلي التمر حتى تهرم النخل واضفري ... خطامك ما تدرين ما اليوم من أمس

  / وقال فيها⁣(⁣٣) أيضا:

  لعمري لئن كنتم على النأى والقلى ... بكم مثل ما بي إنكم لصديق

  إذا زفرات الحبّ صعّدن في الحشى ... رددن ولم تنهج لهنّ طريق

  وقال فيها أيضا:

  إذا ما أتتنا الريح من نحو أرضكم ... أتتنا بريّاكم فطاب هبوبها

  أتتنا بريح المسك خالط عنبرا ... وريح الخزامى باكرتها جنوبها

  وقال فيها أيضا:

  هل تجزينّي العامريّة موقفي ... على نسوة بين الحمى وغضى الجمر

  مررن بأسباب الصّبا فذكرنها ... فأو مأت إذ ما من جواب ولا نكر

  موته بطبرستان:

  وقال ابن دأب: وأخبرني جماعة من بني قشير أنّ الصّمّة خرج في غزيّ⁣(⁣٤) من المسلمين إلى بلد الدّيلم فمات بطبرستان.

  قال ابن دأب: وأنشدني جماعة من بني قشير للصّمّة:


(١) كذا في الأصول. والمعروف أن ملاعب الأسنة كنيته أبو براء، واسمه عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. فصواب العبارة: «وخطبها عامر بن بشر بن أبي براء ملاعب الأسنة بن مالك ... إلخ». وسمى ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر:

ولاعب أطراف الأسنة عامر ... فراح له حظ الكتبة أجمع

(انظر «شرح القاموس» مادة لعب، و «بلوغ الأرب في أحوال العرب» للآلوسي ج ٢ ص ١٤٠).

(٢) دهده: دحرج.

(٣) واضح من السياق أن مرجع الضمير هنا العامرية محبوبته لا جبرة زوجته.

(٤) غزى: اسم جمع لغاز، أو هو جمع على وزن فعيل كقاطن وقطين وحاج وحجيج.