1 - أخبار الصمة القشيري ونسبه
  صوت
  ألا تسألان اللَّه أن يسقي الحمى ... بلى فسقى اللَّه الحمى والمطاليا(١)
  وأسأل من لاقيت هل مطر الحمى ... فهل يسألن عنّي(٢) الحمى كيف حاليا
  / الغناء في هذين البيتين لإسحاق، ولحنه من الثقيل الأول بالوسطى، وهو من مختار الأغاني ونادرها.
  أخبرني محمد بن خلف وكيع وعمّي قالا حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال قال عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل الجعفريّ حدّثنا عبد اللَّه بن إسحاق الجعفريّ عن عبد العزيز بن أبي ثابت قال حدّثني رجل من أهل طبرستان كبير السنّ قال:
  بينا أنا يوما أمشي في ضيعة لي فيها ألوان من الفاكهة والزعفران وغير ذلك من الأشجار، إذ أنا بإنسان في البستان مطروح عليه أهدام خلقان، فدنوت منه فإذا هو يتحرّك ولا يتكلَّم، فأصغيت إليه فإذا هو يقول بصوت خفيّ:
  تعزّ بصبر لا وجدّك لا ترى ... بشام(٣) الحمى أخرى الليالي الغوابر
  كأنّ فؤادي من تذكَّره الحمى ... وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
  قال: فما زال يردّد هذين البيتين حتى فاضت نفسه؛ فسألت عنه فقيل لي: هذا الصّمّة بن عبد اللَّه القشيريّ.
  كان ابن الأعرابي يستحسن شعرا له:
  أخبرني عمّي قال حدّثنا الخرّاز أحمد بن الحارث قال:
  كان ابن الأعرابيّ يستحسن قول الصمة:
  صوت
  أما وجلال اللَّه لو تذكرينني ... كذكريك ما كفكفت للعين مدمعا
  فقالت بلى واللَّه ذكرا لو أنّه ... يصبّ على صمّ الصّفا لتصدّعا
  / - غنّى في هذين البيتين عبيد اللَّه بن أبي غسّان ثاني ثقيل بالوسطى. وفيهما لعريب خفيف رمل -:
  ولمّا(٤) رأيت البشر قد حال بيننا ... وجالت بنات الشوق في الصدر نزّعا
(١) المطالي: جمع مطلاء (يمد ويقصر)، وهو مسيل ضيق من الأرض أو هو أرض سهلة لينة تنبت العضاه. وحكى ابن بري عن علي بن حمزة أن المطالي روضات، واحدها مطلى بالقصر لا غير، وأما المطلاء لما انخفض من الأرض واتسع فيمد ويقصر والقصر فيه أكثر. وقيل المطالي: المواضع التي تغذو فيها الوحش أطلاءها. (عن «اللسان» مادة طلى بتصرف).
(٢) رواية «تجريد الأغاني» (نسخة مأخوذة بالتصوير الشمسي محفوظة بدار الكتب المصرية رقم ٥٠٧١ أدب): «فهل يسألن أهل الحمى ...».
(٣) في الأصول: «سنام الحمى». والتصويب عن كتاب «تجريد الأغاني». والبشام: شجر طيب الريح والطعم يستاك به.
(٤) رواية «ديوان الحماسة» (طبع مدينة ليدن):
ولما رأيت البشر أعرض دوننا ..... يحننّ نزعا
والبشر: جبل. وأعرض: أبدى عرضه.