2 - أخبار داود بن سلم ونسبه
  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني يعقوب بن حميد بن كاسب قال حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن يوسف بن الماجشون قال:
  قال لي أبي - وقد عزل سعد بن إبراهيم عن القضاء - يا بنيّ تعجّل بنا عسى أن نروح مع سعد بن إبراهيم، فإن القاضي إذا عزل لم يزل الناس ينالون منه؛ فخرجنا حتى جئنا دار سعد بن إبراهيم، فإذا صوت عال؛ فقال لي أيّ شيء هذا؟ أرى أنه قد أعجل عليّ؛ ودخلنا فإذا داود بن سلم يقول له: أطال اللَّه بقاءك يا أبا إسحاق وفعل بك؛ وقد كان سعد جلد داود بن / سلم أربعين سوطا، فأقبل عليّ سعد وعلى أبي، فقال: لم تر مثل أربعين سوطا في ظهر لئيم. قال: وفيه يقول الشاعر:
  ضرب العادل سعد ... ابن سلم في السماجه
  فقضى اللَّه لسعد ... من أمير كلّ حاجه
  كان يمدح الحسن بن زيد وقد غضب منه لمدحه جعفر بن سليمان:
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال قال الزّبير بن بكَّار قال حدّثني أبو يحيى الزّهري واسمه هارون بن عبد اللَّه(١) قال حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز عن أبيه قال:
  / كان الحسن بن زيد قد عوّد داود بن سلم مولى بني تيم إذا جاءته غلَّة من الخانقين(٢) أن يصله. فلما مدح داود بن سلم جعفر بن سليمان، وكان بينه وبين الحسن بن زيد تباعد شديد، أغضب ذلك الحسن؛ فقدم من حجّ أو عمرة، ودخل عليه داود مسلَّما، فقال له الحسن: أنت القائل في جعفر:
  وكنّا حديثا(٣) قبل تأمير جعفر ... وكان المنى في جعفر أن يؤمّرا
  حوى المنبرين الطاهرين كليهما ... إذا ما خطا عن منبر أمّ منبرا
  كأن بني حوّاء صفّوا أمامه ... فخبّر من أنسابهم فتخيّرا؟
  فقال داود: نعم، جعلني اللَّه فداءكم، فكنتم خيرة اختياره؛ وأنا الذي أقول:
  لعمري لئن عاقبت أوجدت منعما ... بعفو عن الجاني وإن كان معذرا
  لأنت بما قدّمت أولى بمدحة ... وأكرم فرعا إن فخرت وعنصرا
  هو الغرّة الزّهراء من فرع هاشم ... ويدعو عليّا ذا المعالي وجعفرا
  وزيد(٤) النّدى والسّبط سبط محمد ... وعمّك بالطَّفّ الزّكيّ المطهّرا
  وما نال من ذا جعفر غير مجلس ... إذا ما نفاه العزل عنه تأخّرا
(١) في، ء، م: «عبيد اللَّه».
(٢) خانقين: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد، بينها وبين قصر شيرين ستة فراسخ لمن يريد الجبال، وبين قصر شيرين إلى حلوان ستة فراسخ. وقال البشاري: وخانقين أيضا بلدة بالكوفة. (عن «معجم البلدان»).
(٣) كذا بالأصول.
(٤) يعني به زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الذي خرج على هشام بن عبد الملك في خلافته فقتله. والسبط: الحسن بن علي بن أبي طالب. وعمه يعني به الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد قتل بالطف، وهو موضع قرب الكوفة.