كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - أخبار داود بن سلم ونسبه

صفحة 299 - الجزء 6

  نسبة ما في هذا الخبر من الشعر الذي فيه غناء

  صوت

  يا دار هند ألا حيّيت من دار ... لم أقض منك لباناتي وأوطاري

  يتم وينسب⁣(⁣١).

  مدح إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بولاية القضاء فزجره:

  أخبرنا الطَّوسيّ قال حدّثنا الزبير قال أخبرني مصعب بن عثمان قال:

  دعا الحسن بن زيد إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد اللَّه بن معمر التّيميّ أيام كان بالمدينة إلى ولاية القضاء فأبى عليه فحبسه، فدعا مسرقين⁣(⁣٢) يسرقون / له مغسلا في السجن، وجاء بنو طلحة فانسجنوا معه.

  وبلغ ذلك الحسن بن زيد، فأرسل إليه فأتي به؛ فقال: إنك تلاججت عليّ، وقد حلفت ألَّا أرسلك حتى تعمل لي، فأبرر يميني، ففعل؛ فأرسل الحسن معه جندا حتى جلس في المسجد مجلس القضاء والجند على رأسه؛ فجاءه داود بن سلم فوقف عليه فقال:

  طلبوا الفقه والمروءة والحل ... م وفيك اجتمعن يا إسحاق

  فقال: ادفعوه، فدفعوه، فنحّي⁣(⁣٣) عنه؛ فجلس ساعة ثم قام من مجلسه؛ فأعفاه الحسن بن زيد من القضاء؛ فلما سار إلى منزله أرسل إلى داود بن سلم بخمسين دينارا، وقال للرسول: قل له: يقول لك مولاك: ما حملك على أن تمدحني بشيء أكرهه؟ استعن بهذه على أمرك.

  ضربه سعد بن إبراهيم في المسجد والقصة في ذلك:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني محرز بن سعيد قال:

  بينما سعد بن إبراهيم في مسجد النبيّ يقضي بين الناس إذ دخل عليه زيد بن إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر، ومعه داود بن سلم مولى التّيميّين، وعليهما ثياب ملوّنة يجرّانها؛ فأومأ أن يؤتى بهما، فأشار إلى زيد أن اجلس، فجلس بالقرب منه، وأومأ إلى الآخر أن يجلس حيث يجلس مثله، ثم قال لعون من أعوانه: ادع لي نوح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه، فدعي له فجاء أحسن الناس سمتا وتشميرا ونقاء ثياب؛ فأشار إليه فجلس؛ ثم أقبل على زيد فقال له: يا بن أخي، تشبه بشيخك هذا وسمته وتشميره ونقاء ثوبه، ولا تعد إلى هذا اللبس، قم فانصرف. ثم أقبل على ابن سلم وكان قبيحا، فقال له: هذا / ابن جعفر أحتمل هذا له، وأنت لأيّ شيء أحتمل هذا لك؟ أللؤم أصلك، أم لساجة وجهك! جرّد يا غلام؛ فجرّد فضربه أسواطا. فقال ابن رهيمة:

  جلد العادل سعد ... ابن سلم في السّماجه

  فقضى اللَّه لسعد ... من أمير كلّ حاجه


(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وينسب. انتهى». ولا معنى لهذه الزيادة.

(٢) كذا في ب، س. وفي أ، ء، م: «مسرفين يسرفون» (بالفاء). وفي ح: «مسروقين يسرقون له معسلا». ولم نوفق إلى وجه الصواب فيها.

(٣) في ب، س: «فننحى عنه».