2 - أخبار داود بن سلم ونسبه
  وفد على حرب بن خالد ومدحه فأجازه:
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن موسى بن طلحة قال حدّثني زهير بن حسن مولى آل الرّبيع(١) بن يونس:
  أن داود بن سلم خرج إلى حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية؛ فلما نزل به حطَّ غلمانه متاع داود وحلَّوا عن راحلته؛ فلما دخل عليه أنشأ يقول:
  ولمّا دفعت لأبوابهم(٢) ... ولاقيت حربا لقيت النجاحا
  وجدناه يحمده المجتدون ... ويأبى على العسر إلا سماحا
  ويغشون حتى يرى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النّباحا
  قال: فأجازه بجائزة عظيمة، ثم استأذنه في الخروج فأذن له وأعطاه ألف دينار. فلم يعنه أحد من غلمانه ولم يقوموا إليه؛ فظنّ أن حربا ساخط عليه، فرجع إليه فأخبره بما رأى من غلمانه؛ فقال له: سلهم لم فعلوا بك ذلك.
  قال: فسألهم، فقالوا: إننا ننزل من جاءنا ولا نرحل من خرج عنا. قال: فسمع الغاضريّ حديثه فأتاه فحدّثه فقال:
  أنا يهوديّ إن لم يكن الذي قال الغلمان أحسن من شعرك.
  شعر له في الغزل:
  وذكر محمد بن داود بن الجرّاح أن عمر بن شبّة أنشده ابن عائشة لداود بن سلم، فقال: أحسن واللَّه داود حيث يقول:
  لججت من حبّي في تقريبه ... وعمّيت عيناي عن عيوبه
  كذاك صرف الدهر في تقليبه ... لا يلبث الحبيب عن حبيبه ... أو يغفر الأعظم من ذنوبه
  قال: وأنشدني أحمد بن يحيى عن عبد اللَّه بن شبيب لداود بن سلم قال:
  /
  وما ذرّ(٣) قرن الشمس إلا ذكرتها ... وأذكرها في وقت كلّ غروب
  وأذكرها ما بين ذاك وهذه ... وبالليل أحلامي وعند هبوبي
  وقد شفّني شوقي وأبعدني(٤) الهوى ... وأعيا الذي بي طبّ كلّ طبيب
  وأعجب أنّي لا أموت صبابة ... وما كمد من عاشق بعجيب
  وكلّ محبّ قد سلا غير أنني ... غريب الهوى، يا ويح كلّ غريب
  وكم لام فيها من أخ ذي نصيحة ... فقلت له أقصر فغير مصيب
(١) في ح: «مولى الربيع بن يونس» بدون كلمة «آل».
(٢) فيء وإحدى روايتي أ:
«إلى بابهم»
(٣) ذر: طلع.
(٤) كذا في أكثر الأصول. وأبعده: أهلكه وأقصاه. وفي ب، س:
«وأبلاني الهوى»