7 - أخبار عبادل ونسبه
٧ - أخبار عبادل ونسبه
  نسبه ومنزلته من الغناء:
  عبادل بن عطيّة مولى قريش، مكَّيّ، مغنّ محسن متقدّم من الطبقة الثانية التي منها يونس الكاتب وسياط ودحمان. وكان حسن الوجه، نظيف الثياب ظريفا، ولم يفارق الحجاز ولا وفد إلى ملوك بني أمية كما وفد غيره من طبقته ومن(١) هو فوقها. ويقال إنه كان مقبول الشهادة.
  صفته، وكان يغني مشيخة قريش وله صنعة كثيرة:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدّثنا حمّاد عن(٢) ابن أبي جناح(٣) قال:
  كان عبادل بن عطية سريّا نبيلا نظيفا(٤) ساكن الطَّرف حسن العشرة، وكان يعاشر مشيخة قريش وجلَّة أحداثها، فإذا أرادوا(٥) الغناء منه غنّى فأحسن وأطرب. وكانت له صنعة كثيرة.
  منها:
  تقول يا عمّتا كفّي جوانبه ... ويلي بليت وأبلى جيدي الشّعر
  ومنها:
  أمن حذر البين ما ترقد ... ودمعك يجري فما يجمد
  / ومنها:
  إني استحيتك أن أفوه بحاجتي ... فإذا قرأت صحيفتي فتفهّم
  ومنها:
  قولا لنائل ما تقضين في رجل ... يهوى هواك وما جنّبته(٦) اجتنبا
  ومنها:
  علام ترين اليوم قتلي لديكم ... حلالا بلا ذنب وقتلي محرّم
  [قال](٧): وكانوا يقولون له: ألا تكثر الصنعة؟ فيقول: بأبي أنتم، إنما أنحته من صخر، ومن أكثر أرذل.
(١) في ح: «ومن دونها ومن فوقها».
(٢) كذا في ح. والمعروف أن هارون بن محمد يروى عن حماد بن إسحاق وحماد عن أبيه وهذا عن ابن أبي جناح، ولم تعرف لحماد رواية عن ابن أبي جناح مباشرة. وفي سائر الأصول: «حماد بن أبي جناح» وهو خطأ.
(٣) ورد هذا الاسم فيما مر من الكتاب مضطربا بين: «ابن أبي جناح» و «ابن جناح» ولم نوفق إلى ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى.
(٤) في ح: «ظريفا».
(٥) في أ، ح، ء: «فإذا أراد الغناء أو سئل غنى ... إلخ».
(٦) جنبه (بالتضعيف) كتجانبه واجتنبه وتجنبه وجانبه.
(٧) زيادة عن ح.