7 - أخبار عبادل ونسبه
  وكتب إليه بهذين البيتين. فلما قرأ حسن رقعته قال: وأنا عليّ عهد اللَّه إن لم أخبر به عامل السّيالة، أمنّي يطلب الدعيّ الفاعل نبيذا! وكتب إلى عامل السيالة أن يجيء إليه فجاء لوقته، فقال له: إن ابن هرمة وأصحابه السفهاء يشربون عند سمرة جرانة، فأخرج فحدهم؛ / فخرج إليه العامل بأهل السّيالة؛ وأنذر بهم ابن هرمة فسبقهم هربا، وتعلَّق هو وأصحابه بالجبل ففاتوهم. وقال في حسن:
  كتبت إليك أستهدي نبيذا ... وأدلي بالجوار وبالحقوق
  فخبّرت الأمير بذاك غدرا ... وكنت أخا مفاضحة وموق(١)
  ومنها:
  صوت
  علام ترين اليوم قتلي لديكم ... حلالا بلا ذنب وقتلي محرّم
  لك النفس ما عاشت وقاء من الرّدى ... ونحن لكم فيما تجنّبت(٢) أظلم
  وأما صنعته في:
  قولا لنائل ما تقضين في رجل
  فإن الشعر لمسعدة(٣) بن البختريّ ابن أخي المهلَّب بن أبي صفرة. والغناء لعبادل. وقد ذكرت ذلك في موضع من هذا الكتاب مفرد، لأن نائلة التي عنيّت(٤) بهذا الشعر هي بنت(٥) الميلاء، ولها أخبار ذكرت في موضع منفرد صلحت له.
  / ومنها:
  صوت
  تقول يا عمّتا كفّي جوانبه ... ويلي بليت وأبلى جيدي الشّعر
  مثل الأساود قد أعيا مواشطه ... تضلّ فيه مداريها وتنكسر(٦)
  فإن نشرت على عمد ذوائبها ... أبصرت منه فتيت المسك ينتثر
  الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لعبادل ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه خفيف ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه خفيف ثقيل / ينسب إلى دحمان وإلى الغريض وإلى عبادل أيضا.
(١) الموق: الحمق.
(٢) يحتمل أن تكون الرواية فيه: «فيما تجنيت» (بالياء المثناة من تحت).
(٣) كذا في ح. وله ترجمة في «الأغاني» (ج ١٢ ص ٧٧ - ٧٨ طبع بولاق). وفي سائر الأصول هنا: «لسعيد بن البحتري» وهو تحريف.
(٤) في ب، س: «غنت» وهو تحريف.
(٥) كذا في جميع الأصول. والمعروف أن نائلة التي شبب بها ابن البختري كما ذكر أبو الفرج هي نائلة بنت عمر بن يزيد الأسيدي أحد بني أسيد (بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء المثناة وكسرها) ابن عمرو بن تميم. وكان أبوها سيدا شريفا، وكان على شرط العراق من قبل الحجاج. ولم نجد ذكرا لنائلة بنت الميلاء في أخبار مسعدة ولا في موضع آخر من هذا الكتاب.
(٦) الأساود: الحيات السود، واحدها أسود. والمداري: جمع مدرى، وهو المشط.