7 - أخبار عبادل ونسبه
  ما شأنك؟ فقال: سألت أباك عن هذا فقال لي مثل ما قلت، فعجبت من اتّفاقكما.
  منقذ الهلالي وطربه بشعر نصيب:
  قال هارون وحدّثني حماد عن أبيه عن عثمان بن حفص الثّقفي عن رجل سمّاه قال:
  أتاني منقذ الهلالي ليلة وضرب عليّ الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: منقذ الهلاليّ؛ فخرجت فزعا، فقلت:
  فيم السّرى(١) - أي ما جاء بك تسري إليّ ليلا - في هذه الساعة؟ قال: خير، أتاني أهلي بدجاجة مشوية بين رغيفين، فتغذّيت(٢) بها معهم، ثم أتيت بقنيّنة نبيذ قد التقى طرفاها، فشربت وذكرت قول نصيب:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الرّكب
  فأنشدتها فأطربتني، وفكَّرت في إنسان يفهم حسن ذلك ويعرف فضله فلم أجد غيرك فأتيتك. فقلت: ما جاء بك إلا هذا؟! قال: لا، وانصرف.
  قال حماد: معنى قوله: «التقى طرفاها» أي قد صفت وراقت فأسفلها وأعلاها / سواء في الصفاء.
  وممّا يغنّى فيه من قصيدة نصيب البائيّة المذكورة قوله:
  صوت
  خليليّ من كعب ألمّا هديتما ... بزينب لا يفقدكما أبدا كعب
  من اليوم زوراها فإن ركابنا ... غداة غد عنها وعن أهلها نكب
  الغناء لمالك خفيف ثقيل أول بالوسطى عن عمرو بن بانة.
  صوت من المائة المختارة على رواية جحظة عن أصحابه
  النّشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكفّ عنم
  والدار وحش والرسوم كما ... رقّش في ظهر الأديم قلم
  لست كأقوام خلائقهم ... نثّ أحاديث وهتك حرم
  - نثّ الحديث: إشاعته. والعنم: شجر أحمر، وقيل: بل هو دود أحمر كالأساريع(٣) يكون في البقل في أيام الربيع. والأديم: الجلد. وجلد كل شيء أديمه. ورقّش: زين - الشعر(٤) لمرقّش الأكبر، والغناء لابن عائشة هزج بالبنصر في مجراها.
(١) كذا في ح. وفي أ، ء، م: «فما السرى أي ما جاء بك ... إلخ» وفي ب، س: فما السر الذي جاء بك ... إلخ.
(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فتغديت» (بالدال المهملة).
(٣) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «كالتساريع». ولعلها مصحفة عن «اليساريع» وهي بمعنى الأساريع.
(٤) هذا الشعر من قصيدة للمرقش يرثى بها ابن عمه ثعلبة بن عوف بن مالك بن ضبيعة، قتله مهلهل في ناحية التغلمين، وكان معه مرقش فأفلت، ثم إنه طلب بدم ثعلبة فقتل رجلا من تغلب يقال له عمرو بن عوف. وقد وردت هذه الأبيات في المفضليات (ص ٤٨٤ - ٤٩٢ طبع أوروبا) على غير هذا الترتيب باختلاف يسير.