7 - أخبار عبادل ونسبه
  المدائني عن أبي بكر الهذلي عن أيوب بن شاس - وروايته أتم من رواية عمر بن شبّة - قال أيوب: حدّثني عبد اللَّه بن سعيد:
  أن النصيب دخل على عمر بن عبد العزيز لمّا ولي الخلافة؛ فقال له: هيه يا أسود:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب ... وقل إن تملَّينا فما ملَّك القلب
  أأنت الذي تشهر النساء وتقول فيهنّ! فقال: يا أمير المؤمنين، إني قد تركت ذلك وتبت من قول الشعر، وكان قد نسك؛ فأثنى عليه القوم وقالوا فيه قولا / جميلا(١)؛ فقال له: أمّا إذ أثنى عليك القوم فسل حاجتك؛ فقال:
  يا أمير المؤمنين، لي بنيّات سويداوات أرغب بهنّ عن السودان ويرغب عنهنّ البيضان، فإن رأيت أن تفرض لهنّ فافعل؛ ففعل.
  رأى عثمان بن الضحاك امرأة فتمثل بشعره في زينب فكانت هي وأخبرته أنه آت لزيارتها:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا عبد اللَّه بن شبيب عن محمد بن المؤمّل بن طالوت عن أبيه عن عثمان بن الضحّاك الحزامي قال:
  خرجت على بعير لي أريد الحج، فنزلت في فناء خيمة بالأبواء(٢)، فإذا جارية قد خرجت من الخيمة ففتحت الباب بيديها؛ فآستلهاني حسنها، فتمثّلت قول نصيب:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب ... وقل إن تملَّينا فما ملَّك القلب
  فقالت الجارية: أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت: نعم، ذاك نصيب؛ قالت: أفتعرف زينب هذه؟ قلت: لا؛ قالت: فأنا واللَّه زينبه، وهو اليوم الذي وعدني فيه الزيارة، ولعلك لا ترحل حتى تراه. فوقفت ساعة فإذا أنا براكب قد طلع فجاء حتى أناخ قريبا منها، ثم نزل فسلَّم عليها وسلَّمت عليه؛ فقلت: عاشقان التقيا ولا بدّ أن يكون لهما حاجة، فقمت إلى راحلتي فشددت عليها؛ فقال: على رسلك، أنا معك؛ فلبث ساعة ثم رحل ورحلت معه؛ فقال لي: كأنك قلت في نفسك كذا وكذا؛ قلت: قد كان ذاك؛ فقال لا، وربّ الكعبة البنيّة المستورة ما جلست معها مجلسا قطَّ هو أقرب من هذا.
  شبه حماد بن إسحاق قصيدة له بشعر امرئ القيس:
  حدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني حماد بن إسحاق قال قال لي أبو ربيعة:
  لو لم تكن هذه القصيدة:
  بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب
  لنصيب، شعر من كانت تشبه؟ فقلت: شعر امرئ القيس، لأنها جزلة الكلام جيدة. قال: سبحان اللَّه! قلت:
(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فأثنى عليه القوم خيرا وقالوه فيه فقال ... إلخ».
(٢) الأبواء: قرية من أعمال الفرع (بضم الفاء وسكون الراء) من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. وقيل:
هي جبل على يمين آرة ويمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة، وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل. وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي ﷺ.