كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

13 - أخبار سليم

صفحة 401 - الجزء 6

  كان يجيد الأهزاج فغنى الرشيد فوصله:

  أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال قال محمد بن الحسن بن مصعب:

  إنما أخّر سليما عن أصحابه في الصنعة ولعه بالأهزاج، فإن ثلثي / صنعته هزج، وله من ذلك ما ليس لأحد منهم. قال: ثم قال محمد: غنّى سليم يوما بين يدي الرشيد ثلاثة أصوات من الهزج ولاء، أوّلها:

  مت على من غبت عنه أسفا

  والثاني:

  أسرفت في الإعراض والهجر

  والثالث:

  أصبح قلبي به ندوب

  فأطر به وأمر له بثلاثين ألف درهم، وقال [له]⁣(⁣١): لو كنت الحكم الواديّ ما زدت على هذا الإحسان في أهزاجك. (يعني أنّ الحكم كان منفردا بالهزج).

  نسبة هذه الأصوات

  صوت

  مت على من غبت عنه أسفا ... لست منه بمصيب خلفا

  لن ترى قرة عين أبدا ... أو ترى نحوهم منصرفا

  / قلت لمّا شفّني وجدي بهم ... حسبي اللَّه لما بي وكفى

  بيّن الدمع لمن أبصرني ... ما تضمّنت إذا ما ذرفا

  الشعر للعبّاس بن الأحنف. والغناء لسليم، وله فيه لحنان، أحدهما في الأوّل والثاني هزج بالوسطى، والآخر في الثالث والرابع خفيف رمل بالبنصر مطلق. وفيهما لإبراهيم خفيف ثقيل بالوسطى عن عمرو.

  ومنها:

  صوت

  أسرفت في الإعراض والهجر ... وجزت حدّ التّيه والكبر

  الهجر والإعراض من ذي الهوى ... سلَّم ذي الغدر إلى الغدر

  مالي وللهجران حسبي الذي ... مرّ على رأسي من الهجر

  ودون ما جرّبت فيما مضى ... ما عرّف الخير من الشر

  الغناء لسليم هزج بالبنصر.

  ومنها:


(١) زيادة عن ح.