كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

13 - أخبار سليم

صفحة 402 - الجزء 6

  صوت

  أصبح قلبي به ندوب ... أندبه الشادن الرّبيب

  تماديا منه في التّصابي ... وقد علا رأسي المشيب

  أظنني ذائقا حمامي ... وأنّ إلمامه قريب

  إذا فؤاد شجاه حبّ ... فقلَّما ينفع الطبيب

  الشعر لأبي نواس. والغناء لسليم، وله فيه لحنان: خفيف رمل بالبنصر عن إسحاق، وهزج بالوسطى عن الهشاميّ. وزعمت بذل أنّ الهزج لها.

  كان أبوه من دعاة أبي مسلم:

  أخبرني عمّي قال حدّثنا أحمد بن أبي طاهر قال حدّثني هارون بن مخارق عن أبيه قال:

  كان سليم بن سلَّام كوفيّا، وكان أبوه من أصحاب أبي مسلم صاحب الدولة ودعاته وثقاته، فكان يكاتب أهل العراق على يده. وكان سليم حسن الصوت جهيره، وكان بخيلا.

  دعا صديقين ولما جاعا اشتريا طعاما فأكل معهما:

  قال أحمد بن أبي طاهر وحدّثني أبو الحواجب الأنصاريّ، واسمه محمد، قال:

  قال لي سليم يوما: امض إلى موسى بن إسحاق / الأزرق فادعه ووافياني مع الظهر؛ فجئناه مع الظهر، فأخرج إلينا ثلاثين جارية محسنة ونبيذا، ولم يطعمنا شيئا، ولم نكن أكلنا شيئا. فغمر موسى غلامه فذهب فاشترى لنا خبزا وبيضا، فأدخله إلى الكنيف وجلسنا نأكل؛ فدخل علينا، فلما رآنا نأكل غضب وخاصمنا وقال: أهكذا يفعل الناس! تأكلون ولا تطعمونني! وجلس معنا في الكنيف يأكل كما يأكل واحد منا حتى فني الخبز والبيض.

  طلب من محمد اليزيدي نظم شعر يغني به الخليفة ففعل:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني الفضل بن محمد اليزيديّ قال حدّثني أبي قال:

  كان سليم بن سلَّام صديقي وكان كثيرا ما يغشاني. فجاءني يوما وأعلمني الغلام بمجيئه، فأمرت بإدخاله، فدخل وقال: قد جئتك في حاجة؛ فقلت: مقضيّة. فقال: إنّ المهرجان بعد غد، وقد أمرنا بحضور مجلس الخليفة، وأريد أن أغنيّه لحنا أصنعه في شعر لم يعرفه هو ولا من بحضرته، فقل أبياتا أغنّي فيها ملاحا؛ فقلت:

  على أن تقيم عندي وتصنع بحضرتي اللحن؛ قال: أفعل. فردّوا دابّته وأقام عندي، وقلت:

  صوت

  أتيتك عائذا بك من ... ك لمّا ضاقت الحيل

  وصيّرني هواك وبي ... لحيني يضرب المثل

  فإن سلمت لكم نفسي ... فما لاقيته جلل

  وإن قتل الهوى رجلا ... فإني ذلك الرجل