13 - أخبار سليم
  مخارق، فسار إليه وهو سكران لا فضل فيه لطعام ولا لشراب، فاغتمّ لذلك إبراهيم وعاتبه على ما صنع؛ فقال: لا واللَّه أيها الأمير، ما كان آفتي إلا سليم بن سلَّام؛ فإنه مرّ بي فدخل عليّ فغنّاني صوتا له صنعه قريبا فشربت عليه إلى السّحر حتى لم يبق فيّ فضل وأخذته. فقال له إبراهيم: فغنّناه إملالا(١)، فغنّاه:
  صوت
  إذا كنت ندماني فباكر مدامة ... معتقة زفّت إلى غير خاطب
  إذا عتّقت في دنّها العام أقبلت ... تردّى(٢) رداء الحسن في عين شارب
  / - الغناء لسليم خفيف ثقيل مطلق في مجرى البنصر - قال فبعث إبراهيم إلى سليم فأحضره، فغنّاه إياه وطرحه على جواريه وأمر له بجائزة، وشربنا عليه بقيّة يومنا حتى صرنا في حالة مخارق وصار في مثل أحوالنا.
  صوت من المائة المختارة
  عتق الفؤاد من الصّبا ... ومن السّفاهة والعلاق
  وحططت رحلي عن قلو ... ص الحبّ في قلص عتاق(٣)
  ورفعت فضل إزاري ال ... مجرور عن قدمي وساقي
  وكففت غرب النفس حت ... ى ما تتوق إلى متاق
  لم يقع إلينا قائل هذا الشعر. والغناء لابن عبّاد الكاتب ولحنه المختار من القدر الأوسط من الثقيل الأول بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لإبراهيم خفيف ثقيل، وقيل: إنه لغيره، بل قيل: إنه لعمرو.
(١) يريد: غننا إياه كما أخذته عنه من غير زيادة ولا نقص.
(٢) تردى فلان: لبس الرداء.
(٣) في ب، س: «العتاق».