13 - أخبار سليم
  فغنّى فيه وشربنا يومئذ عليه، وغنّانا عدة أصوات من غنائه، فما رأيته مذ عرفته كان أنشط منه يومئذ.
  سرق محمد اليزيدي معنيين من شعر مسلم بن الوليد:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني محمد بن داود بن الجرّاح قال حدّثني عبد اللَّه(١) بن محمد اليزيديّ قال حدّثني أخي محمد قال:
  سمعت أبي يقول: ما سرقت من الشعر قطَّ إلا معنيين: قال(٢) مسلم بن الوليد:
  ذاك ظبيّ تحيّر(٣) الحسن في الأر ... كان منه وجال كلّ مكان
  عرضت دونه الحجال فما يل ... قاك إلا في النوم أو في الأماني
  فاستعرت(٤) معناه فقلت:
  صوت
  يا بعيد الدار موصو ... لا بقلبي ولساني(٥)
  ربّما باعدك الده ... ر فأدنتك الأماني
  - الغناء في هذين البيتين لسليم هزج بالبنصر عن الهشاميّ -.
  / قال: وقال مسلم أيضا:
  متى ما تسمعي بقتيل أرض ... فإني ذلك الرجل القتيل
  - ويروى: «أصيب فإنني ذاك القتيل» - فقلت:
  أتيتك عائذا بك من ... ك لمّا ضاقت الحيل
  وصيّرني هواك وبي ... لحيني يضرب المثل
  / فإن سلمت لكم نفسي ... فما لاقيته جلل
  وإن(٦) قتل الهوى رجلا ... فإني ذلك الرجل
  غنى مخارقا صوتا، فلما بلغ ابن المهدي طلبه وغناه إياه:
  وجدت في كتاب عليّ بن محمد بن نصر عن جدّه حمدون بن إسماعيل، ولم أسمعه من أحد:
  أن إبراهيم بن المهديّ سأل جماعة من إخوانه أن يصطبحوا عنده - قال حمدون: وكنت فيهم - وكان فيمن دعا
(١) الظاهر أنه: «عبيد اللَّه» لا: «عبد اللَّه»، وهو أخو الفضل والعباس ولدي محمد اليزيدي.
(٢) في الأصول: «قول»، وهو لا يلتئم مع سياق الكلام الآتي.
(٣) في ب، س: «تخير» (بالخاء المعجمة) وهو تصحيف.
(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فاستعرضت».
(٥) نسبت هذه الأبيات في «وفيات الأعيان» لابن خلكان (ج ٢ ص ٣٤٤ طبع مصر) ليحيى بن المبارك اليزيدي المقرئ النحوي اللغوي صاحب أبي عمرو بن العلاء وهو والد محمد اليزيدي المنسوب إليه الشعر هنا.
(٦) كذا في ح. وفي سائر الأصول هنا: «فإن».