كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 434 - الجزء 6

  الريح ريح سفرجل ... والطعم طعم سلاف دنّ

  إني تهيّجني إلي ... ك حمامتان على فنن

  قال مصعب: فحدّثني بعض أهل العلم ممن كان يعرف خبر وضاح مع روضة من أهل اليمن: أنّ وضّاحا كان في سفر مع أصحابه. فبينا هو يسير إذ استوقفهم وعدل عنهم ساعة، ثم عاد إليهم وهو يبكي. فسألوه عن حاله؛ فقال: عدلت إلى / روضة، وكانت قد جذمت فجعلت مع المجدومين، وأخرجت من بلدها، فأصلحت من شأنها وأعطيتها صدرا⁣(⁣١) من نفقتي. وجعل يبكي غمّا بها.

  الغناء في الأبيات المذكورة في هذا الخبر ينسب مع تمام الأبيات؛ فإن في جميعها غناء.

  ومما قاله وضّاح في روضة المذكورة وفيه غناء، وأنشدنا حرميّ عن الزّبير عن عمه:

  صوت

  أيا روضة الوضّاح يا خير روضة ... لأهلك لو جادوا علينا بمنزل

  رهينك وضّاح ذهبت بعقله ... فإن شئت فآحييه وإن شئت فاقتلي

  وتوقد حينا باليلنجوج⁣(⁣٢) نارها ... وتوقد أحيانا بمسك ومندل

  والأبيات الأول النونية فيها زيادة على ما رواه مصعب، وفي سائرها غناء: وتمامها بعد قوله:

  «إني تهيّجني إلي ... ك حمامتان على فنن «

  / الزوج يدعو إلفه ... فتطاعما حبّ السكن

  لا خير في نث⁣(⁣٣) الحدي ... ث ولا الجليس إذا فطن

  فاعصي الوشاة فإنما ... قول الوشاة هو الغبن

  إنّ الوشاة إذا أتو ... ك تنصّحوا ونهوك عنّ⁣(⁣٤)

  دسّت حبيبة موهنا ... إني وعيشك يا سكن

  / أبلغت عنك تبدّلا ... وأتى بذلك مؤتمن

  وظننت أنك قد فعل ... ت فكدت من حزن أجنّ

  ذرفت دموعي ثم قل ... ت بمن يبادلني بمن

  اسكت فلست مصدّقا ... ما كان يفعل ذا أظن

  إني وجدّك لو رأي ... ت خليلنا ذاك الحسن


(١) الصدر: الطائفة من الشيء.

(٢) اليلنجوج: عود البخور.

(٣) نث الحديث: إفشاؤه وإذاعته. وقد وردت هذه الكلمة في جميع الأصول: «بث» (بالباء الموحدة) والظاهر أنها مصحفة عما أثبتناه.

(٤) يريد: عنى.